2016/06/28

سلسلة رمضانيات / مقالة 23 النار دار الفجار يكتبها الأستاذ الشاعر منذر قدسي

مقالة 23
النار دار الفجار
مقالات مواعظ نسردها لكم في شهر رمضان
النَّار دار الفجار
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرسله ربه هاديًا ومبشرًا ونذيرًا
وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا
فإن الله تعالى أعد نارًا عظيمة لمن خالَف أوامره
مرور جميع الناس على جسر جَهنَّم
قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا
روى مسلم عن حذيفةَ وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مرُّ أولكم كالبرق
قال
قلت
بأبي أنت وأمي
أي شيء كمَرِّ البرق
قال
ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين
ثم كمَرِّ الريح
ثم كمرِّ الطير وشد الرجال
تجري بهم أعمالهم
ونبيُّكم قائم على الصراط، يقول رب، سلِّم سلِّم
حتى تعجِز أعمال العباد
حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا
قال
وفي حافَتَيِ الصراط كلاليبُ معلَّقة مأمورة بأخذ مَن أُمِرت به
فمخدوش ناجٍ
ومكدوس في النَّار
و إن قعر جَهنَّم لسبعون خريفًا
عِظَم حجم النَّار وشدة حرها
روى مسلم عن عبدالله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بجَهنَّم يومئذ لها سبعون ألفَ زِمام، مع كلِّ زمام سبعون ألفَ مَلَكٍ يجرُّونها
أبواب جَهنَّم
قال الله تعالى
وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ
قال ابن كثير
أخبر سبحانه أن لجَهنَّم سبعة أبواب لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أبواب جَهنَّم سبعة
بعضها فوق بعض
فيمتلئ الأول
ثم الثاني
ثم الثالث
حتى تملأ كلها
خَزَنة جَهنَّم
قال الله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
قال عِكرمةُ
إذا وصَل أولُ أهل النَّار إلى النَّار
وجَدوا على الباب أربعمائة ألف من خَزَنة جَهنَّم
سُودٌ وجوههم
كالحة أنيابهم
قد نزع الله من قلوبهم الرحمة ليس في قلب واحد منهم مثقالُ ذرة من الرحمة
لو طُيِّر الطير من منكب أحدهم لطار شهرين قبل أن يبلغ منكبه الآخر
ثم يجدون على الباب التسعة عشر عرض صدر أحدهم سبعون خريفًا
ثم يَهْوُون من باب إلى باب خمسمائة سنة
ثم يجدون على كل باب منها مثل ما وجدوا على الباب الأول
حتى ينتهوا إلى آخرها
أجسام أهل النَّار
قال الله تعالى
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا
روى الترمذي عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن غِلَظَ جِلد الكافر اثنانِ وأربعون ذراعًا، وإن ضِرسه مِثل أُحُد، وإن مجلسه من جَهنَّم كما بين مكَّةَ والمدينة
طعام أهل النَّار
قال الله تعالى
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ
قال قتادة
غِسْلِينٍ
الحاقة هو شرُّ طعامِ أهل النَّار
وقال سبحانه
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ
شراب أهل النَّار
قال الله تعالى عن عذاب أهل النَّار مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ
قال مجاهد وعكرمة
الصَّديدُ
مِن القَيْح والدَّمِ
ملابس أهل النَّار
قال الله تعالى
وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ *سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ
قال ابن كثير
قوله
سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ
أي: ثيابهم التي يلبَسونها عليهم من قَطِران
وهو الذي تهنأ به الإبل
أي
تطلى قاله قتادة،وهو ألصق شيءٍ بالنَّار
فرش أهل النَّار
قال الله تعالى
لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
قال محمد بن كعب القرظي
لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ 
قال
الفُرُش
وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ
الأعراف
قال
اللُّحُف
أهل النَّار يلعن بعضُهم بعضً
قال الله تعالى
قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ
بكاءُ وصُراخ أهل النَّار
قال الله تعالى
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ
سلاسل وأغلال أهل النَّار
قال الله تعالى إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا
أدنى أهل النَّار عذابًا
روى مسلم عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أهونُ أهل النَّار عذابًا أبو طالب، وهو منتعلٌ بنعلين يَغلي منهما دماغُه
النَّار تُنسي صاحبَها نعيم الدنيا
روى مسلم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ؤتى بأنعمِ أهل الدنيا مِن أهل النَّار يوم القيامة، فيُصبَغ في النَّار صبغةً، ثم يقال: يا بنَ آدمَ، هل رأيتَ خيرًا قط
هل مر بك نعيم قط
فيقول
لا والله يا رب، ويؤتى بأشدِّ الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة، فيُصبَغ صبغةً في الجنة، فيقال له
يا بن آدم، هل رأيتَ بؤسًا قط
هل مر بك شدة قط فيقول
لا والله يا رب، ما مرَّ بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدةً قط
أول مَن تُسعَّرُ بهم النَّار
روى مسلم عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استُشهِدَ، فأُتي به، فعرَّفه نعمه، فعرَفها، قال
فما عملت فيها قال
قاتلت فيك حتى استُشهدتُ، قال كذبتَ، ولكنك قاتلت لأن يقال
جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحِب على وجهه حتى ألقيَ في النَّار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرَّفه نِعمه، فعرَفها، قال: فما عملت فيها
قال
تعلمتُ العلم، وعلَّمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبتَ، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النَّار، ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به، فعرَّفه نعمه، فعرَفها، قال: فما عملت فيها
قال
ما تركتُ مِن سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبتَ، ولكنك فعلت ليقال
هو جَوَاد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، ثم ألقي في النَّار
النساء أكثر أهل النَّار
روى البخاريُّ عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلعتُ في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النَّار فرأيت أكثر أهلها النساء
جوارح أهل النَّار تشهَدُ عليهم
قال الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
خطبة إبليس في أهل النَّار
قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
النَّار لا تأكل آثار السجود من عصاة الموحِّدين
روى الشيخانِ عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يُخرج برحمته مَن أراد من أهل النَّار، أمر الملائكة أن يخرجوا مِن النَّار مَن كان لا يشرك بالله شيئًا ممن أراد الله أن يرحمه ممن يشهد أن لا إله إلا الله، فيعرفونهم في النَّار بأثر السجود، تأكل النَّار ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله على النَّار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النَّار قد امتُحِشوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون تحته كما تنبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السيل
ما يحمله السيل من طين
لا فداء لأهل النَّار من عذابها
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
عذاب النَّار دائمٌ
قال سبحانه: ﴿ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى
خروج عصاة الموحِّدين من النَّار
روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يخرج من النَّار مَن كان في قلبه مثقالُ ذرة من الإيمان
........................... .
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.
وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
اللهم اجرنا من عذاب النار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات