2016/06/26

سلسلة رمضانيات / مقال 21 / ما يشرَّع في ختام شهر رمضان/ بقلم الأستاذ منذر قدسي



مقاله 21
ما يشرع في ختام شهر رمضان
................................
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات جعل لكل موجود في هذه الدنيا زوال
ولكل مقيم انتقال
ليعتبر بذلك أهل الايمان
فيبادروا بالأعمال ماداموا في زمن الإمهال
تفكّروا يا عباد الله في سرعة مرور الليالي والأيام
واعلموا أنها تنقص بمرورها أعماركم
وتطوى بها صحائف أعمالكم
فبادروا بالتوبة والأعمال الصالحة قبل انقضاء الفرصة السانحة
واعلموا انكم
كنتم بالأمس القريب تستقبلون شهر رمضان المبارك
واليوم تودعونه مرتحلاً عنكم بما أودعتموه
شاهدًا عليكم بما عملتموه
فهنيئًا لمن كان شاهدًا له عند الله بالخير
شافعًا له بدخول الجنة والعتق من النار
وويل لمن كان شاهدًا عليه بسوء صنيعه
شاكيًا إلى ربه من تفريطه فيه وتضييعه
فودِّعوا شهر رمضان والقيام بخير ختام
فإن الأعمال بالخواتيم
فمن كان مُحسِنًا في شهره
فعليه الإتمام
ومن كان مسيئًا
فعليه بالتوبة والعمل الصالح فيما بقي له من الأيام فربما لا يعود عليه رمضان بعد هذا العام
فاختموه بخير
واستمروا على مواصلة الأعمال الصالحة التي كنتم تؤدونها فيه في بقية الشهور
فإنّ ربّ الشهور واحد
وهو مطلع عليكم وشاهد
وقد أمركم بطاعته مدى الحياة
ومن كان يعبد شهر رمضان فإن شهر رمضان قد انقضى وفات
ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
فإن بعض الناس يتعبّدون في شهر رمضان خاصة
فيحافظون فيه على الصلوات في المساجد ويُكثرون من تلاوة القرآن ويتصدقون من أموالهم
فإذا انتهى رمضان تكاسلوا عن الطاعة
وربما تركوا الجمعة والجماعة فهدّموا ما بنوه
ونقضوا ما أبرموه وكأنهم يظنون أن اجتهادهم في رمضان يكفر عنهم ما يجري منهم في السنة من القبائح و الموبقات
وترك الواجبات وفعل المحرمات
ولم يعلموا أن تكفير رمضان وغيره للسيئات مقيد باجتناب الكبائر
وقال النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
وأي كبيرة عدا الشرك أعظم من إضاعة الصلاة
وقد صارت إضاعتها عادة مألوفة عند بعض الناس
إن اجتهاد هؤلاء في رمضان لا ينفعهم شيئًا عند الله إذا هم أتبعوه بالمعاصي من ترك الواجبات وفعل المحرمات
وبعض الناس قد يصوم رمضان ويصلي فيه ويُظهر الخير ويترك المعاصي لا إيمانًا واحتسابًا
وإنما يفعل ذلك من باب المجاملة والمجاراة للمجتمع
لأنه يعتبر هذا من التقاليد الاجتماعية
وهذا هو النفاق الأكبر فإن المنافقين كانوا يراءون الناس فيما يتظاهرون به من العبادة
وهذا يعتبر شهر رمضان سجنا زمنيًا
والمؤمن يفرح بانتهاء الشهر
لأنه استعمله في العبادة والطاعة فهو يرجو أجره وفضائله
والمنافق يفرح بانتهاء الشهر لينطلق إلى المعاصي والشهوات التي كان مسجونًا عنها في رمضان
ولذلك فإن المؤمن يتبع شهر رمضان
فاتقوا الله عباد الله
.............
يا الله تقبل منا رمضان واعده علينا اعواما عديدة في طاعتك
لك العتبى حتى ترضى
وأشهد الا إله إلا الله محمد رسول الله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات