2018/04/03

بابُ السماءِ إلى السماء شعر: علاء نعيم الغول

بابُ السماءِ إلى السماء
شعر: علاء نعيم الغول

في قلبِها قلقٌ على بابِ القيامةِ 
خوفُها مِنْ أنْ تكونَ مع العصاةِ المذنبينَ فقد
تغيَّرَ وجهُها فَرَقاً وحُبَّاً أرهقَتها توبةٌ مرجوةٌ 
وتناوشتها المؤلماتُ من الظنونِ وعاتَبَتْها النفسُ
حتى أفرغَتْها من شعورٍ هادىءٍ و كأنها
ارتكبتْ فواحشَ ما تخيَّلها الدعاةُ إلى الضلالةِ
واستمرتْ هكذا لوماً وتأنيباً تناشدُ أنْ تعودَ
لها السكينةُ تعتليها هالةٌ قدسيةٌ تكفي ليُسْقطها
ملائكةُ العذابِ من الكشوفِ وتبلغَ الفردوسَ آمنةً 
وتُسقَى من فراتٍ سائغٍ وتعبَّ من خمرٍ مُصفَّى
لذةً للشاربينَ هناكَ لا خوفٌ عليها لا جحيمَ
تُدَعُّ فيها بين أقوامٍ مصفدةٍ تئنُّ من العذابِ 
وأنضجتْ أجسادَهم زُفَرُ السعيرِ بمائها كالمهْلِ 
يغلي في البطونِ وفي الجنانِ الأمرُ مختلفٌ نعيمٌ
دائمٌ يأتي إليها ما تشاءُ من الموائدِ تستعينُ 
بطائفينَ يرتبونَ لها الأسِرَّةَ تحتها الأنهارُ من عسلٍ
وتجري لا انقطاعَ ولا تبدُّلَ كم تساورها على بابِ
القيامةِ مُبْطِلاتُ النومِ يأكلها الترددُ وانهيارُ 
القلبِ تحتَ ضجيجِ روحٍ ليس يسعفُها التبتُّلُ
والهروبُ من الضميرِ المضمحلِّ كهالةِ القمرِ 
الضعيفةِ خلفَ هذا الغيمِ يأتيها النعاسُ فلا تنامُ 
يقضُّ مضجعَها التفكرُ في المصيرِ هناكَ يومَ الحشرِ
إذْ تَبْيَضُّ أوجُهُ مَنْ نجوا تسوَدُّ سحناتُ الذين
ترنحوا فوقَ الصراطِ وقد تراءتْ جنةُ المأوى
خيالاً فائضاً فيها نعيمٌ دائمٌ ولآلىءٌ ولبساهم
فيها حريرٌ جنةٌ وعِدَ الذين تطهروا فيها حبوراً
لا يزولُ ولا يزالُ الجفنُ يذرفُ دمعَهُ أسَفَاً
على ما فاتَ سعياً خلف لذاتٍ بعمرِ الوردةِ 
البيضاءِ قلبُكِ يا حبيبتيَ الجميلةَ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ وبانتْ
سَوْءَةُ الخفقانِ ينشدُ رحمةً ويغيبُ بين الإثمِ
والشكوى تداعبُهُ المكارهُ ثمَّ يوقظهُ دبيبُ الذِّكْرِ يسري
منه سَرْيَ دمٍ بعرقٍ نابضٍ باسمِ الجلالةِ قُدِّسَتْ أسماؤه
هذا مساءٌ زاهدٌ لا ينبغي تبذيرهُ حزناً وتلبيةً لظنٍّ
يزعجُ الروحَ التي ترنو إلى حيث النجومُ الطالعاتُ 
وما وراءَ الغيبِ يا هذا الذي في القلبِ لا تدعِ 
الفراشةَ تعبرُ الوادي بمفردِها بعيداً إنما الدنيا
وآخرتي كنومٍ ثمَّ صحوٍ في الهواءْ.
الإثنين ٢/٤/٢٠١٨
صديق الفراشة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات