2018/04/12

حادثاتٌ مبطلاتْ شعر: علاء نعيم الغول

حادثاتٌ مبطلاتْ
شعر: علاء نعيم الغول

في قلبها حتى إذا فقدَ النيامُ الليلَ
أومأتِ السماءُ بأن أفيقوا أيها الناجون
من هذا السباتِ تسللوا بين التثاؤب والهزيعِ
تخيروا لنهاركم هذا زمانُ الحادثاتِ ومبطلاتِ 
الحبِّ لا تهنوا فأنتم رهنُ هذا المترَفِ المدعوِّ
بالنومِ المباغتِ صائدِ الأناتِ مبتدعِ الشكاوى
وانكساراتِ الدموعِ هو الغريبُ المستفيدُ وذائعُ 
الصيتِ المراوغُ لا يجاملُ بلْ يقاضينا متى ازدادتْ
ملامحُنا ابتهاجاً أو رضاً إنما النومُ اعتذارُ الليلٍ
عما لا نطيقُ ترنحاتُ الضوءِ في سقفٍ يميلُ
إلى التواطؤِ مع هواءٍ رابضٍ فوقَ الوسادةِ واختلافُ
اللافتاتِ على الطريقِ ولا ننامُ لأنَّ في النومِ الهروبَ
هو التواصلُ مع هديرِ الروحِ تعزيزُ التواجدِ في
محاريبِ النعاسِ ولحظةِ التفكيرِ في تشتيتِ
ذاكرةِ التخاذلِ إنما في العشقِ توريةٌ وتغييرُ 
احتمالاتٍ مؤجلةٍ وإنَّ القلبَ عاريةٌ تُرَدُّ تجاوزاتٌ في
التفاؤلِ واعتناقِ مقولةِ البحرِ القديمةِ أنَّ مَنْ يشتاقُ
أكثرَ لا يعودُ كما يُؤمِّلُ أنْ يكونَ تباعدتْ فينا
المحطاتُ الصغيرةُ والكبيرةُ غير قادرةٍ على قطع
المسافةِ في ثوانٍ والدقائقُ شاهداتٌ أننا نقتاتُ
من فرحٍ يناسبُنا ومن وجعٍ يلاحقُنا ولا يصحو 
النيامُ على النداءاتِ الحثيثةِ أيها الليلُ احتسيتَ
كؤوسَ راحٍ أم ثملتَ على ترانيمِ الحيارى أم لديكَ
المغرياتُ ونحنُ نسلٌ هالكٌ حتماً وتبقى أنتَ 
وحدكَ تشربُ النخبَ الأخيرَ على رفاتِ العاشقينَ
قيانُكَ النجماتُ والورداتُ وحدكَ باردٌ علَّقْتَ أثداءَ
الحكاياتِ العقيمةَ في جذوعِ الوقتِ تُرْضِعُ
مَنْ يمرُّ بمفرداتٍ غير مشبعةٍ لهذا الريقُ ينشَفُ لاهثاً
خلفَ ادعاءاتِ الحياةِ وكيف نضمَنُ أنَّ ما نرجوه
مخبوءٌ لنا أو قد نحققهُ وهذا الليلُ حاويةٌ بحجمِ
الصمتِ ينتهزُ التفككَ وانهيارَ المعجزاتِ على شفيرِ
الحلمِ تأتيني الفراشةُ بعد منتصفِ الظهيرةِ لونُها
متوترٌ كالبوحِ يُكسبُني فتوراً كافياً لأنامَ من توِّي
لهذا أيها الوقتُ اقتبسْ منا التحيةَ واختلفْ معنا
على ما شئتَ لكنْ لا تدعنا هكذا غرباءَ نعرفُ أننا
لا ننتمي إلا لقلبٍ واحدٍ والحبْ.
الخميس ١٢/٤/٢٠١٨
صديق الفراشة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات