2018/08/14

((( أتدري ))) شعر المبدع / د. رشيد هاشم الفرطوسي

((( أتدري )))

أتدري ما الذي يعنيهِ قلبٌ من هواك دنا

كمجذافٍ يَرجُّ الماءَ يُرعِشُ نحويَ الزَمَنا

فيضطربُ المساءُ به وتَهجُرُ روحيَ الوطنا

على خطواتك الحيرى مقيمٌ يرقُبُ السُّفُنا

أتدري مثْلَ أفكارٍ كأنَّ قطارَها ارتَحَلا

كقاموسٍ أغوصُ لديهِ في معنىً فما اكتَمَلا

وأسرحُ بين رِمشكِ مُلهِباً في ظِلِّهِ الأَمَلا

عصافيرٌ تطيرُ وقد رأينَ ربيعيَ انسَدَلا

وتُشْعِلُ فيْ شِفاهِكِ جملةً عَجْلى رَمَتْ حُلُمي

فدارتْ بي رِقاعَ البؤسِ محمولاً على وَهَمي

جناحاتٍ تزيحُ الشمسَ بينَ مواقعِ القِمَمِ

تُردِّدُ بين أروِقَتي صداكِ يذوبُ بينَ دمي

أ وَحيٌ ذاكَ أمْ " تارا " تُرى أمْ تلكمُ العِبرُ

رَمَتكَ على هواجسَ يختفي في دربها الأثرُ

فقلبكَ دونهُ حُرَقُ وعينُكَ دونها الشررُ

ولَمحٌ زائِرٌ إنْ غابَ يخطِفُ نورَهُ السَّحَرُ

ثوانٍ عندكِ الساعاتُ بل أيامُ من عمُري

لها أحلامُها لكنَّ حُلْمي دونهُ خبَري

فدونكِ ألفُ بابٍ وهو ناقوسٌ من الخطَرِ

يُشيِّعُني إذا هجمتْ عليك بنغمةِ الوَترِ

وكمْ من حيَّةٍ تسعى يمزق سُمُّها أمْسي

ويحفرُ في مُخيِّلَتي تصاويراً مِن الرِّمْسِ

تُكركِرُ في طريقي تلكُمُ الولهى إلى الأنْسِ

أصابعُها على فَمِها تُمَثِّلُ هيأةَ العَطْسِ

وليلٍ جلتُهُ مثل المُكِبِّ على طلاسِمِهِ

فقد رَحَلتْ طيورُ الأمسِ تَبعُدُ عن نسائِمِهِ

وحيداً في عوالمَ نائياتٍ عن عوالمِهِ

كمنتَظِرٍ نزولَ الغيثِ أفْلَتَ عن مَواسِمِهِ

شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات