سمعتك يابحر الأسى أشجاني
تشكو جراحا" حرها أضناني
إني أراك بعين قلبي باكيا"
وكأنني لما أراك أراني
حتى كأنك من كياني نابع
متدفق الصوبات والأشجاني
المد مدي وأنسيابك من دمي
والجزر جزري والمكان مكاني
فكأنني بلسان موجك أشتكي
وكأن موجك يشتكي بلساني
إني نثرت على رمالك لوعتي
حتى ترى من نحتها بركاني
أتراك يابحر المواجع توأمي
في رحلتي أم. أنت قلبي الثاني
ماسر هذا النبض في صدري أنا
خفقانك الجياش أم خفقاني
ولقد أتيتك والفؤاد معذب
أبكي على من غادرو أوطاني
أبكي على عهد الصبا في حرقة
قد مر لماحا" كبعض ثواني
أبكي ديارا" قد تفرقت أهلها
فتجمعت في رسمها أحزاني
أبكي على مدن تواري طعمها
ودعت بين دروبها إنساني
أبكي على الزمن الجميل وأهله
أبكي على الأحباب والخلاني
أصبحت بعد رحيلهم أحيا بلا
وطنن لا صحب ولا عنواني
قد هزني وجع الحنين فلم أعد
أقوى على صبر ولا سلواني
ولكم يزيد الشوق نارا" كلما
عانيته في الليل والكتمان
لو كنت أعلم أنني بفراقهم
سأضيع في ليل الضنى وأعاني
لجمعت من كل الربوع شتاتهم
وحسبتهم يابحر في أحضاني
أني لهم وهم الذين تغربو
في بعدهم أن يحبسو طوفاني
أني لهم أن يسعفو قلبي الذي
خبر العنا أو يخمدو تحتاني
حتى عدات الأمل أصبحت أحبهم
حب الكرام كأنهم إخواني
وشفيعهم في عز عمري أنهم
قدر من الماضي الذي أبكاني
ماضي على حجر الزمان نقشته
وجراحه أقوى من النسياني.......
صفاء الروح وصمتي شموخي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق