2015/12/29

الطريق الى الله ..عاصم قابيل

الطريق إلى الله تعالى...32
بقلم عصام قابيل
******************
تعالى الله أن يسأل تغيير ما سن من سنته, وعلى الإنسان أن يحقق ما طلب منه ضمن هذه السنن ويقول الكافرون: إن الله قادر على أن يهدي الناس كلهم إلى ما يحب؛ فلم لم يهديهم؟ وإن الله قادر على أن يجعل العالم خاليا من كل شر؛ فلم لم يفعل, يقولون هذا حتى يقولوا أخيراً: كون العالم فيه ضلال وكونه فيه شر, فذلك دليلان على أن هذا العالم ليس من صنع الله ويقولون للمؤمنين: ما دمتم تؤمنون بالقضاء والقدر , فما نحن فيه من انحراف قدره الله علينا ولا مخرج لنا من قدره, فهو المسؤول إذن ولسنا المسؤولين فلا تلومونا ألم يقل: "يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء". ونقول: كلمتهم هذه قالها الكافرون من قبل, ورد عليهم القرآن أي رد: "وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ 
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ " النحل : 35-36
نفس اللغة القديمة للكافرين استعملها كفار عهد الدعوة الأول, واستعملها كفار عصرنا الحاضر: "سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ" الأنعام : 148 ترى ما قيمة حجة المكذبين؟ يلاحظ في الرد القرآني أنه رماهم بالتكذيب لرسل الله صلوات الله عليهم, و أنه بلاغ الرسل – صلوات الله عليهم – فيه الحجة عليهم.
إنهم نظروا إلى عموم مشيئة الله ولم ينظروا إلى مشيئتهم, فأرادوا أن يقيموا الحجة على الله بكماله, فأقام الله عليهم الحجة بمشيئتهم التي استعملوها في غير طريقها الصحيح. إن ما كتب الله, وما علم الله, وما أراد الله, لا يسلب الإنسان اختياره, كلاهما خطأ عظيم: أن نظن أن الله لا يعلم ما سيحدث, أو نظن بأن علمه بما سيحدث يسلبنا اختيارنا. فالعلم كاشف لا مجبر, وإذا كان علمه تعالى لا يسلبنا اختيارنا. فكذلك إرادته وكذلك قدرته, فالقدرة تبرز ما خصصته الإرادة والإرادة تخصص ما سبق به العلم إنه من الخطأ أن نفهم قوله تعالى: "يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء" فاطر : 8 بأنه يجبر على الهداية ويجبر على الضلال بل: "فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ" الصف : 5
"قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" الشمس : 9-10 "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ* لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" التكوير : 27-29 
إن إرادة الإنسان موجودة؛ ولا يعني هذا أن هناك شيئا يكون خارجا عن إرادة الله, وعموم الإرادة الإلهية حق؛ ولا يعني هذا سلب الإنسان حريته واخت
ياره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات