2016/11/04

((أسدلت الحجابا)) شعر/مصطفى طاهر

((أسدلت الحجابا))
شعر/مصطفى طاهر
..................
وَلَمَّا أَشْرَقَتْ مِنْ ثَغْرِ خِدْرٍ
تَبَسَّمَ حَيْنَمَا رَفَعَتْ حِجَابَا
أََضََاءَ الكَوْنُ وَانْتَشَرْت عُطُورٌ
بِشَهْدِ الثَّغْرِ عَطَّرَتِ الرِّحََابَا
وَشَلَّالُ العُيُونِ جَرَى بِسِحْرٍ
أَصَابَ العَقْلَ فَافْتَقَدَ الصَّوَابَا
وَهَلَّلَ ثُمَّ كَبَّرَ ثُمَّ ثَنَّى
وَتَاهَ بِنَشْوَةٍ وَهَوَى وَثَابَا
وَغَارَ البَدْرُ مِنْ قَبَسَاتِ نُوْرٍ
تَجَلَّتْ مِنْ مَرَاشِفِها فَغَابا
وَأَلْقَتْ نَظْرَةً بِفِتُوْرِ عَيْنٍ
فَذَابَ القَلْبُ وَازْدَادَ الْتِهَابَا
إذا همستْ يَفُوْحُ العِطْرُ مِنْهَا
تَخَالُ المِسْكَ قَدْ مَزَجَ الرِّضَابَا
عَلَى هَمَسَاتِهَا رَقَصَتْ قُلُوْبٌ
وَتَلْقَ النَّايَ تَعْزُفُ والرَّبَابَا
كَشَمْسِ الصُّبْحِ طَالِعَةً بِزَهْوٍ
وَتَأْسُرُ فِي مَفَاتِنِهَا الرِّقَابَا
تَمَاهَتْ فِي دَلالٍ وَافْتِتَانٍ
تُحَاكِي الوَرْدَ وَالْحُورَ الكِعَابَا
فَوَجْهٌ مُشْرِقٌ وَالْخَدُّ رَوْضٌ
حَبَاهُ اللهُ مَا لَذَّ وَطَابا
وَخَمْرُ عيُونِهَا عَسَلٌ مُصَفَّى
تُدِيْرُ كُؤوسِهَا سِحْراً مُذَابا
وَلَمَّا أَنْ رَأَتْنِي فَي ذُهُولٍ
مُضَاعَ العَقْلِ فِي وَجْدٍ مُصَابَا
فَقَالَتْ يَا فَتَى هَلْ فِيْكَ مَسٌ
أَمِ النَّظَرَاتُ زَادَتْكَ اضْطِرَابا
أَعِطْرُ شِفَاهِنَا أَرْدَاكَ صَباً
وَسِحْرُ العَيْنِ أَفْقَدَكَ الصَّوَابا
فَقُلْتُ أَمِيْرَتِي سَهْمٌ لِعَيْنٍ
أَصَابَ القَلْبَ وَاخْتَرَقَ الحِجَابا
وَعِطْرُ مِنْ شَذَا ثَغْرٍ رَمَانِي
وَأَسْكَرَ مُهْجَتِي وَلَهَا أَصَابَا
فَهَلْ أَلْقَى لَدَيْكِ لَهَا دَوَاءً
أرمُّ بِهِ التَّوَجُّدَ وَالعَذَابا
فَقَالَتْ يَا فَتَى مَا زِلْتَ طِفْلاً
فَغَيْرُكَ بِالهَوَى أُضْنَى وَشَابَا
وَسِحْرُ عيُوْنِنَا صَعْبُ التَّشَافِي
وَخَمْرُ شِفَاهِنَا يَفْنِي الشَّبَابا
وَلَيْسَ لِمُغْرَمٍ فِيْنَا دَوَاءٌ
فَدَعْ وَهْمَاً أَصَابَكَ أَوْسَرَابَا
وَإِنَّكَ إِنْ أُصِبْتَ بِسَهْمِ عَيْنِي
سَلَاْمٌ يَا فَتَى نِلْتَ العِقَابَا
فَمَنْ شَرِبَ الغَرَامَ بِكَأْسِ ثَغْرِي
وَنَامَ بِمُقْلَتِي فَقَدَ الإِهَابَا
فَسَلْهُمْ إَنْ رَأَيْتَ بِهمْ رَجَاءً
وَسَلْ أَخْبَارَهُمْ تَلْقَ الجَوَابَا
مَضَتْ وَالقَلْبُ مَأْسُورٌ لَدَيْهَا
بِلا أَمَلٍ وَأَسْدَلَتِ الحِجَابَا
شعر/مصطفى طاهر الخل الوفي



عرض مزيد من التفاعلات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات