2016/11/26

خواطر فنجان القهوة ,,, بقلم د.فتوح يوسف


.
صباح الخير :
.
ثقوب فى الثوب الأسود -------- الكاتب العالمى احسان عبد القدوس
.
كعادتنا كل سبت من بدايه الاسبوع نتحاور سوياً فى احدى الروايات او الكتب لادباؤنا الكبار من انحاء العالم حتى نعيد للقرأه متعتها الجميله واخترت اليوم روايه الاديب الكبير احسان عبد القدوس الممتعه ( ثقوب فى الثوب الأسود )
.
تدور الأحداث في باماكو عاصمة مالي أيام الإستعمار الفرنسي وتناقش موضوع التفرقة العنصرية بين البيض والزنوج و تتناول قضية الماتيس و هم من يولد لأب أبيض و أم زنجية و يعيش منبوذا في المجتمع الأفريقي وتبرز كيف يدفع الأبناء ثمن حماقات الآباء الروايه تحكى لنا قصه الطبيب النفسانى المصرى الذى ذهب الى مالى لقضاء الاجازة واثناء وجودة هناك التقى بالاسرة اللبنانيه التى تعيش فى افريقيا ومن ضمن الافراد بها سامى وساميه وكلاهما مرضى نفسانيين فسامي المصاب بمرض إزدواج الشخصية هو ضحية لأب لم يحترم فكرة الزواج المقدسة ولم يحترم حتي دينه الذي يحرم عليه الزواج بإمرأة وثنية وهو ضحية أيضاً لأمه التي لم تستمع لنصائح قبيلتها وتتراجع عن الزواج من هذا الرجل الأبيض الذي يعتبر الزواج منها مجرد لهواً ويخجل من أن يعرف الناس أن زوجته زنجية مع أنها كانت من الممكن أن تتزوج من رجل آخر يقدر أنها جميلة وطيبة وذكية وفضلت الزواج من هذا الرجل الابيض لتنجب اطفالا يسمون الماتيس
وساميه هى ابنه هذة الاسرة التى عانت هى الاخرى من انفصام الشخصيه مثل اخيها سامى
الأم تركت ابنها يعيش في مجتمع البيض بعيداً عنها لينعم بمستقبل زاهر فاصبح يعانى من كونه ابيض يتعامل باحترام وكونه اسود فيتم معاملته باحتقار وبين هذا وذاك عانى سامى من انفصام الشخصيه وبذل الطبيب المصرى كل جهودة لمعالجه كل من سامى وساميه حتى يعودا الى الواقع ويحترمونه بل يدافعون عنه ويتولون الدفاع عن قضيه اصحاب الارض الحققيين من الزنوج .شعور مؤلم أن يشعر سكان البلد الأصليين أن الغزاة الفرنسيين والمهاجرين العرب يعيشون حياة سعيدة ويتركونهم يعيشون في بؤس بل ويجعلون لهم أماكن مخصصة يمنعون الزنوج من دخولها ويعطون للعامل الزنجي ربع أجر العامل الأبيض بل لايعترفون انهم اصحاب الأرض الحققيين
.

الرواية تناقش المجتمع الإفريقى فى زمن الاستعمار الخارجي وكيف كان الانقسام الحاد بين المجتمع الابيض المحتل والمجتمع الاسود صاحب الارض وكيف ان تلاقى كلاهما يسبب مشاكل اجتماعيه كبيرة تؤدى الى افراد انصاف بيض وانصاف سود يسمون الماتيس يعانون من مشاكل نفسيه نتيجه تسلط الاستعمار وديكتاتوريته وكأن احسان عبد القدوس كان يعلم ان ترامب سيجئ مرة اخرى بعد اكثر من نصف قرن ليعيد لنا من جديد تلك التفرقه العنصريه بين اصحاب البشرة البيضاء والبشرة السوداء
.
الروايه رائعه والمعالجه النفسيه فيها اكثر من رائعه
.
حفظ الله اوطانناااااااااا وشعوبنااااااااا
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات