عطر القصيد ...
قدْ بُحتَ من عمقِ الهوى أَسرارا
يا عودُ أطلِقْ عندَها الأَوتارا
وانثرْ من الألحانِ عِطرَ قَصيدتي
ياعودُ واغزِلْ في الهوى أَشعارا
فحبيبتي عرشَ القلوب تربَّعتْ
في حُسنِها دُهِشَ القريضُ وحارا
لو خاطبَتْ صخراً يذوبُ متيماً
أو صادفتْ جبلاً هوى وَانْهارا
والشمسُ ترحلُ إنْ بدتْ محبوبَتي
فالوجهُ يقذِفُ في المدى أَنوارا
يا سِحْرَها الفتانَ قد أسَرَ النّوى
عندَ اللّقاءِ فأبْهرَ الأَبصارا
وكأنَّ زِلزالا أطاحَ معالماً
فوقَ الخيالِ وأَرسلَ الإِعصارا
ياحبُّ رِفقاً قدْ عصفْتَ بِخافقي
خُذني إِليكَ ولا تكنْ جبّارا
ولقد سرى منها إلى قلبي شذاً
يا عطرها ! قد أوصَلتْ تيّارا
وتدفّقَ البحرُ العظيمُ بِخاطري
ورأيتُ في ذاك المدى أَزهارا
قد حلَّقت كلُّ الطّيورِ بعالمي
فسكبْتُ شلاّلَ الهوى أَنهارا
ياعودُ مالَكَ إذْ تَئِنُّ وتَشتكي ؟
فلذيذُ بوحِكَ أطربَ الأَقمارا
إِنّي يمزّقُني الحنينُ وأشتكي
بُعْدَ الحبيبِ وقد عشقتُ دِيارا
خالد الرفاعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق