2018/09/13

((( أ تُنْكِرُني . .؟ ))) شعر المبدع /د. رشيد هاشم الفرطوسي

((( أ تُنْكِرُني . .؟ )))

كلامُك حينَ تصرخُهُ وتَمضي . . . يُحطِّمني ولَيتكَ كنتَ تدري

وتحرقُني بهِ النيرانُ حتّى . . . يذوبَ القلبُ مِن ألَمٍ وقَهْرِ

كلامُكَ يُشعِلُ الآلامَ حولي . . . فيَصْحو اليأسُ في قلبي وفكري

أَ أنتَ الأمسِ كنتَ تَطوفُ حوليْ . . . وتَسبَحُ بالمُنى بِرَهيفِ سِحْري

وكمْ أَشْعَلْتَ حولَكَ مِن لَهيبٍ . . . وتنظُرُ مِن صَدى الوادي لِقَصْري

ورُحْتَ تَجوبُ صحراءَ العَطاشى . . . لَعلَّكَ تَرتَوي مِن ماءِ نَهري

وكنتَ تَصوغُ ألحاناً عِذاباً . . . وكُنتَ تُحرِّك الدنيا بأَمْري

وتُنشِدُني المشاعِرَ ذائباتٍ . . . فصِرتَ اليومَ مَنْجَمَ كُلَّ صَخْرِ

وكَمْ ضَحِكَتْ ورودي في ظلالٍ . . . أ تَخنُقُها لدى أجواءِ قبرِ

فلَيتَكَ كنتَ تَدري كَمْ أُعاني . . . وكم هيَ لوعتي وعظيمَ ضُرّي

فما لي حيلةٌ الّا بُكائي . . . على أَلَمي ولكنْ ضاقَ صَدري

فشوكٌ منكَ يُدميني كثيراً . . . وما لِلشوكِ عندي أيُّ صَبرِ

أ أجْني الشوكَ مِنكَ على ودادي . . . أ أنتَ هذاكَ في مَكنونِ سِرّي

فهل حَظّي الذي أهواهُ جُرحٌ . . . أُعاني مِنْهُ زَجراً بعْدَ زَجْرِ

فليتكَ ما سَلَكتَ قساوةً أو . . . لعلَّك لمْ تَكُنْ في جو عِطري

وَليتَكَ ما سَعَيْتَ إلى انْهيارِي . . . ولَمْ تَرقصْ على جُرْحي بِفَخْرِ

يُعاودُنِي المساءُ على نُجومٍ . . . تَهاوى عندها سِرّي وجَهري

وتُوحي الحُزنَ إنْ نَظرَتْ وتُغري . . . دُموعي فهي تَسفَحُ حينَ تُغري

شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات