((( نوڤمبر )))
مَللتُ مِنَ الطريقِ يَمُرُّ عِبرَ المَسلَك الأوعَرْ
مَللتُ الناسَ تَضحكُ منكَ إنْ تَفشَلْ وإنْ تَعثَرْ
ومِن نَهَرٍ صَغيرٍ وهْوَ يَحسَب أنه الأَكبَرْ
ومن تَعَب الجدالِ لمَن يَدورُ يَدورُ لا أكثَرْ
ومِمَّن فاغراً فَمَه . . . لكَي يأتيكَ بالمُنكَرْ
ومِن رَشْقِ التَّحيةِ كُلَّ يومٍ نَحوَ مَن تُجبَرْ
ومن دَرب يَطول يَطول تَرجو أنَّهُ أقصَرْ
ومِن تَنصيبِ فوقَ العِلمِ جَهل بُعدُهُ أَجدَرْ
ومِن بابٍ يئِنُّ بفَتحِهِ إنْ أنْسَهُ أذْكَرْ
قديماتٌ لَعمري تلكُمُ الطرقاتُ والمَعبَرْ
مَلِلتُ قيادَة حَمقاءَ تَرفَعُها حُروفُ الجَرْ
فَتَرفَع ذا وَتَنصب ذا . . . ويَبقى فعلُها مُضْمَرْ
ومِمَّن يَعتلي المنبرْ . . . ولكنْ قَلما غَيَّرْ
تَعبتُ مِنَ الكَلامِ يُقال لكِنْ قَلما أثرْ
مَلِلتُ رِداءَ أخلاقٍ . . . وخُلْقٍ غَيرِ مُستَعبَرْ
مَللْتُ العُمْرَ في إرهاصِ مجتمعٍ كَثير الشرْ
مَلِلْتُ الثورَ يَهتفُ بالعَشيرةِ أو بها استَأثَرْ
يُريدكَ أَنْ تزلَّ لِكي . . . يكونَ الأشرفَ الأجدَرْ
تَراهُ الفارغَ المُحتاجَ شيئاً كيْ بهِ يَفخَرْ
يريدكَ للقتالِ وللنزاعِ يُريدُكَ الأَحْقَرْ
فلا دينٌ ولا خُلُقٌ . . . لَهُ ينصاعُ أو يُزجَرْ
فَيتبَعُ جاهلياتٍ . . . وإنْ إسلامَهُ أشْهَرْ
مَللتُ عمامةً سوداءَ في أعماقها المُنكَرْ
مَللتُ مُمثلينَ كأنَّهُمْ في الدينِ في مَتجَرْ
مَللتُ المَشيَ بالأقدامِ ليسَ تعامُلا غَيَّرْ
مَللتُ أقارباً إنْ تَدْنِهمْ يُؤذوكَ لا أكثَرْ
فلا حَقٌّ ولا عَدلٌ . . . ولا دينٌ بهِمْ أَثَّرْ
ولا يَدرونَ شَيئا غيرَ ذلك ماتَ أو غَرغَرْ
مَللتُ منَ التحيةِ حينَ تُلقيها لدَفعِ الشَّرْ
فإنْ لَمْ تُلقِها لَمْ تُلْقَ ثُمَّ يُقالُ ذا استكبَرْ
مَللت رَتابةَ الدنيا . . . فأينَ "ثَرون" نوڤمبَرْ
لِتبعدَني عَن "الروتينِ" في شَهرٍ بها أَسكَرْ
تعالَي يا " ثَرون" ولَو . . . ليومٍ كرّري المَنظَرْ
أريدكِ يا " ثَرون" بأيِّ فلمٍ غيرِ " مونِسْتَرْ"
أُريدكِ لا لشيءٍ بَلْ . . . لأنَّكِ سُكَّرٌ سُكَّرْ
فأنتِ صريحةٌ جداً . . . وَهذا عندَنا الأندَرْ
فحوليْ مَنْ تَخافُ اسماً . . . لها أو صورَةً تُنْشَرْ
لأنَّ الناسَ - أهلَ الدين - حوليْ ضُرُّهُمْ يُحْذَرْ
فليسَ يَهُمُّهُمْ إنْ مَزقوا عِرضاً وإن يُقبَرْ
مَللتُ بأنَّني لابُدَّ أنْ أمشي معَ العَسكَرْ
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق