2018/09/14

الشَّهيد -- شعر / نهلة أحمد

الشَّهيد

الكَونُ مِن عَبَقِ اللقاءِ سَعيدُ
فَلَقَد سَمَا في مَنْكِبَيهِ شَهيدُ

نَجمٌ تَلألأَ بالعَزيمةِ والإبا
واللهُ يَمنحُ مَن يَشا ويَزيدُ

إنَّا نَموتُ جَميعُنا، وشَهيدُنا
حَيٌّ ويُرزَقُ لا يَموتُ أكيدُ

فهُوَ الذي بَذَلَ النَّفيسَ لِرَبِّهِ
والنفسُ أغلى ما الأنامُ تَجودُ

وهو الذي ضَحَّى بِصدقِ عَقيدَةٍ
وهو الذي عندَ الحَميدِ حَميدُ

فالعيشُ في حَرمِ الإلهِ سعادةٌ
والمَوتُ في سُبُلِ الشهادةِ عِيدُ

الحَقُّ يَعلو في سبيلِ بَقائهِ
ومَلائكُ الرحمنِ فيهِ تشيْدُ

بِسِماتِهِ يَسمو وتَعبَقُ روحُهُ
حُبًّا ويَنزفُ للحبيبِ وريدُ

مُتَهللاً مُستبشراً بجَنابِهِ
دنياهُ يَحدو فَيْئَها تَمجيدُ

الأرضُ تَحضنُهُ ويُمنَحُ في السما
مِنْ رَبِّهِ ما يَشتهي ويُريدُ

واللهِ لو علمَ العَدوُ مَكانَهُ
ماكانَ كادَ ولا تراهُ يَكيدُ

قِمَمَ الإباءِ قد اعتلَى بإبائهِ
يُشْدَى لهُ في الجَنتينِ نَشيدُ

والحورُ قد زادتْ بهاءً تَرتجي
وصلاً لهُ ويَحُفُّها التغريدُ

لَبَّى النداءَ بِصدقِهِ وبِعَزْمِهِ
وكأنهُ عند اللقاءِ حَديدُ

........
شعر / نهلة أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات