(طوبىلحرفٍ أغدق على الحروف جمالا ) كنت لحظتئذِ في سباتٍ عميق حين أيقظني ضجيجٌ على غير عادة وسمعت له شقشقة كالطير اذا غرّد وكالجيش اذا تمرّد ! تمليت الأمر مليا ! وتمعنت فيه جليا ! فاذا بكوكبة من الحروف قد تشابكت مع بعضها في دوائر تفرح القلب الحزين ! تشابكت زرافات ووحدانا !وهي تبكي بدموعٍ وتئن أنيناً وتجهش في بكائها بشكل يحزن لحزنها جفنٌ قد ذبُلَ بسهمه القاتل ! وثغرٍ يسيل من عسل المناحل ! سألت لسان حالها : مالها ومابال حزنها وبكاها ؟ نشدن جميعا أنشودة لم أفهم لها معنىٍ وكانت كل...ها نقنقة ولقلقة ورقرقة وبقبقة ! لكنني فهمت أنها جاءت تشكو من حرفيّ الحب اللذين لهما في قلوب الناس كل تقدير واحترام وكأنهن يقلن بينهن وبين أنفسهن ( هذان حرفان أحب الى الناس منا ونحن عصبة هذا هو الظلم المبين !أما أنا فلا اعرف الا الرقة والرقرقة فأفهمتهن أن شكْوتهن سأدرسها وأطلب من الناس أن يستعملوا الحروف الباقية ! لكنني يا معاشر الحروف وقبائلها لا أستطيع الا أن أحترم الحاء والباء لأن لهما في القلوب ماليس لغيرهما من جمال ينعش الفؤاد المضطرب ! والاحساس الملتهب ! فهما وحدهما يمتلكان خاصية البَرْد الناعم والعليل الدائم ! واني أحبكن يا ذات الحروف ويكفي أنكن تحتوين على الحاء والباء ! خجلن وقرقرن ضحكا بعد بكاء !!! فآهٍ من الحب اذا أشعّ ضياؤه ! ولمع ! فهو لقلوب العاشقين رواء ! وللمحبين صفاء ولقلوب الحاسدين شواء !! الأديب وصفي المشهراوي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق