2015/08/26

ساخطونَ --- للشاعر صالح عبود

سَاخطونَ..
سَاخِطْ أنَا
سَاخِطُ أنْتَ
سَاخِطٌ شَجرُ الخريفِ...

وَكِلابُ الشِّتاءِ الجَدبِ
سَاخطونَ جَميعًا
منَ العربِ وَمنْ ذَهبِهمُ الكَذَّابِ
يَأكلُ العربيُّ
وَيشربُ
وَيضاجِعُ السّمراواتِ
وَيُراقصُ البيضَ الكواعبِ
وَيعاقرُ الأمانيَّ
وَيتسلَّقُ نَشوتَهُ وَيلعَبُ
ثُمَّ يأكلُ بعدَ شَبعِهِ
لحمَ أخيهِ وأمِّهِ وَأبيهِ
وَصَاحبتهِ الّتي تَرويهِ
وَيبْقَى في ملذَّاتهِ نَهِمًا
إلى وقتِ الصَّلاةِ
فَيتطهَّرُ بماءٍ
وَيُعلنُ الوَلاءَ للسَّماءِ
ويهدي مِن دِماءِ الهالكينَ هَديَهُ
يَسبي في معاركهِ وفتوحاتِهِ
كلَّ أنثَى تَملِكُ شَرفًا
وَتنبضُ روحًا جميلةً
ضفائِرُها البراءَةُ
وَصَوتُها الحَنانُ
وَعيناهَا وَجعٌ وَأنينْ
يَسلبُها العربيُّ لونَ النَّهارِ
يُنسيها حكاياتِ العاشقِينَ
ثُمَّ يعودُ إلى لهوْهِ
وَيبسطُ ذراعيهِ لكتابةِ التَّاريخِ
يُعلّقٌ وَيُعقِّبُ وَيُسمنُ الحَواشي
يُسهبُ في سَردهِ التَّاريخيِّ الكَذَّابِ
وَيملأُ بهِ غِلافينِ للكتابِ
دونَ أنْ يدوّنَ الحقيقةَ في مكانِها
يَنسبُها إلى غيرِ زَمانِها
وَهوَ يدخِّنُ تِبغَهُ الكُوبيَّ
وَبينَ فَرِّهِ وَفَرِّهِ
يَلعنُ الغربَ
وَطابورًا خامسًا لا ينتهي
وَلنْ يَنتهي
فهوَ الشَّعبُ
وَهُوَ القَلبُ
مَجروحًا وَنازِحًا
منَ الوطنِ الغريبِ
إلى سُطورِ سيرةِ العَربيِّ
في كتابِ السَّخطِ
وَمحابرِ النِّفطِ
سَاخِطْ أنَا
سَاخِطُ أنْتَ
كتابُ العربِ أنا وأنتَ وأنا وأنتِ
مُلقًى في مَزبلةِ الموتِ
يُعلنُ دونَ الصَّوتِ
سَاخطونَ...
(صالح عبّود، 25.08.15)
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات