2015/11/24

القلم وحب الأوطان === بقلم الأديب /// ظافر قاسم ال نوفة

القلم وحب الأوطان
================
اعتدنا الخصام والخلاف والقطيعة بيني وبين قلمي الذي اجبره في كثير من الأحيان إن يخوض نزالا لا ناقة له ولا جمل بمعنى (معركة خسرانه) ، وتبدأ نبرة التهديد والوعيد تتصاعد بيننا وربما يعير احدنا الأخر ، إذ كلا منا يدعي فضله على الأخر ، فانعته بالعبد المطيع لنا وانه ينفذ ما يملى عليه ، وهو الأخر لا يقف مكتوف الأيدي إذ يتهمنا بأنه هو من يهذب الأفكار ويضع لها رتوشا لكي تظهر أكثر جمالا ورونقا .
وكثيرا ما نترك ثغرات لولوج طرفا ثلاثا يتقمص دور...
الوسيط بيننا ويبدأ بفرض شروط علينا قد تحجم صلاحيتنا نحن الاثنين ولكننا نتخذه مصلحا وهو لا علاقة له بالإصلاح ، وبعد جلسة مصالحة تبناها الطرف الثالث تم الاتفاق إن يكون ما نكتبه يخضع لدور الرقابة وهنا حصلت الموافقة ولكننا سلمنا رقابنا تحت رحمة سيف (المصلح) .
اقتربت أناملي نحو القلم ليمسك به وشعرت بهجران دفئه لا لبرودة الطقس وإنما لجفوته نتيجة الخصام ، وطلبت منه ان يكتب كلماته الأولى في بداية السطر ، تخوف .. تردد ..لكنه اضطر أخيرا .
اكتب يا قلمي في مدوناتي ومذكراتي عن (حب الأوطان ) !
ارتعشت .. ارتعدت .. يميني ولكن تبين بعد ذلك إن القلم عاد إلى سيرته الأولى ، وهمس لي همسا لطيفا تطلب اكتب عن حب الأوطان ، وهل الأوطان تحتاج إلى كتابة الأوطان انتماء وأفعال وشعور وإحساس .
الأوطان تحتاج إلى سواعد تحمي أسوارها لا تشرع أبوابها على (الغارب) لعصابات تغتال بسمة الأطفال وضحكاتهم وتقتلع أرجوحتهم في رياضهم الخضراء .
الأوطان تحتاج إلى أيادي تزرع شجرا وتغرس نبتا لا إلى حفرة القبور واللحود الجماعية لتقبر تحت ثراها المسلم وغيره والعربي ونظيره بدون غسول أو استقبال قبلتهم .
وأخر همسة له أقعدتني مفترشا الأرض تحتي ، اعلم يا صاحبي إن الأوطان لا تدنس من قبل الأدناس إلا إذا كان أهل الأوطان أدناس ، واكتفى بهذا القول واكتفيت إنا بذلك .
.. ظافر قاسم ال نوفة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات