2016/11/04

مرتحل ... بقلم المبدع / معن بي


لا أملك إلا دموعي أزجيها إليك
فقاومي إن شئتِ أشرعتي المُسدَلة
وأنا الناطق باسم الخلود
كرام ٍ طرفه رابضاً
خلف أسوار العذاب
يلمح مالك الحزين
يهذي على نبع الغياب
ويمكث الورق كاتباَ
عن رجْف المنارات
الشتاء هناك يصارع كل الفصول
والرياح تواكبه لتُفعم الكونَ بكنهه
لا ترتدِي ثوب الأمل
فكونُ الخيباتِ فضفاض
يصفّ رتلَ المشاتل
ولا يُنيل العوَزَ سحائبَ النخيل
والآهُ لثمت بشفتيها ملّ القفار
لا برَّ يهدي إلى الأجنحة اليتيمة
والنبال تهجوها من كل صَوب
لتُرهب الأرضَ بمزيج الألوان
وفي نوافذي يُبرق اللُّباب
كل الفجوات الطويلة
والتمتمات تهِفُّ شوقاً
لتّغَنّي قصورٍ طالت السحاب
وتُرهف السمع
لخرير وعود شفافة
قضّتها رموش التناهيد
فصدعت بوزرها قبائلَ الهَلَع
هنالك تلامحَ مستقري
على ريش البساط
اختلجت مسامات إهابي
وطفقَ الموج صعقاً
ينتدب حقول القاع
ليحتدب المقوس من برقٍ
ما زال يرسم عبء
تصاريح تأشيرة خروج
ليتكِ لم تسلكي سبل شراييني
إلى غرفات الفؤاد
لتميطي فرادى وهناته
فإن خشعت تلك الآصال
واقتفى هدهدُ المواجد
وشاح الذاكرة
لا .. لا تُعِدْ عليَّ
أقصوصةَ الصغار الغافية
في محاريب النداء
فبُحة الصوت قابعة
في تراتيل الصبا
وترسم اكفهرار اللَّجم
عائداً خلف مساكن الوشوم
وندى الأحباق لا يفتري علينا
نطقنا المسروق
في نَعماء الزمهرير
ليس في قبضتي هديلُ السلسبيل
لتَرشفه شفتاك زُلالاً
يطيع قصائد الأطلال
أو يدغدغ مباسم الموناليزا في عينيك
يهتف منطاد اللؤلؤ في بؤبؤها
فلا يمكث في المقل
ولا تخضلُّ به وجنات التباريح
ونيازك العسجد
تُشع في عوالم خضابك
تبهر بصيرة الليل
فهل تملك الأجرام
وسائد عصيانه
أو تهدر الأفلاك
مراصد انبعاثه
حياً يراوح من جديد
قرمزياً يحيي شِغاف الأشلاءِ
ينبس بسر الأخاديد
يطالع مَعين الأسراب
ولا تشرئب فلولُه إلى التجافي
محدقةٌ مواخره في فِلذات السوابح
هَيمى في مطالع الوثوب
إلى بر معشب في وكناتها
ومرقاب الأقمار يدعوني
لإلقاء فسيفساء مجاديفي
في مفاوز رؤاك
فهل تضج ضفاف سراجها
لثرى ترهات مرابعي الحرقى
أو تخلد مُنى إيابها
لسبات في كهوف أزقتي الغرقى
فلا تعانقي مني نواميس القطوف
أو تشهدي لي بالكر على أروقة الإغفاء
فقمم جبالي في مدار الرعود تطوف
لتنْظمَ ألف نسمة تزيل دخان القباء
لوِّحي بالمآثر في دواويننا النجلاء
ليغيض تَوَلُّه مُدنف
من شُرفتك الظليلة
ويصفو النقعُ النازف
من مبعَثٍ لم يترجل
عن مَسرى الحسرة
فأنت ومعصم الرايات
قضاء مبرم
يُزْكي وحدتي
ببخورِ النمارق المجدولة
والرقايا طباطبُ على خدها
كي يبلج الزيزفون
في ظعني الموهون
كصيّبٍ صَبَّ في فيافي قنديٍلٍ
ذاب صبابةً في الهجيع
وتراتبت .وفود احتراقه
على سكنى الربيع
حارّة في أماسي الخريف
تستقي الأبعاد بهاءها
من شرود الضياء
وتلقي في الروح
من مشكاة الاهتداء
رنداً يقبّل آلاء المسير
ووصيةُ وسَنك
هل يوقظ إستبرقَه
قسمةُ جمراتِ رواياتٍ ملتهبة
في أخدود صدَحاتي
أخشى إن قلتُ أبشري
يرد الصدى لا بشرى
فأنا حيث الضحكات تشرى
وحصى التركات تُحصى
ورميم العبرات يرقى
فاعذريني أيتها الحالمة
لست أملك إلا دموعي أزجيها إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات