من قلب القبطان/لعلاء طبال

و نحن في صحوةٍ نغلوا و نحترب !
.
قصيدة بعنوان : (سورة الصورة 9-الجزء التاسع/الغريب) من ديوان :

من قلب القبطان/لعلاء طبال
.
#تمهيد : قال الشاعر المغربي المعاصر صدام درويش في قصيدته (رثاء ثائر):
قد اخترق وحل حصاركم
لحرمة الطين
و قال الشاعر أحمد مطر في قصيدته (الجدار) :
حدثني الجدار :
أن الذي ترثي له
قد جاء باختياره
و جئت بالإجبار
و قبل أن ينهار فيما بيننا
حدثني عن أسدٍ
جلاده حمار
.
و الهدف من سورة الصورة : لتذكرنا بصورتنا الأولى
و تعرفنا شكل الإنسان
.
-1-
أمس الغريب وحيداً في ثرى الألم
من بعد فاجعة التهجير و النقم
و قدمٌ تشكو لصاحبها :
إني تعبت من الترحال و السفر
لا بيت يسكنه و العين لم تنم
و الأرض مقفرةٌ باللغم عامرةٌ
بالوعد فارقها و العين دامعةٌ
ما زال يذكرها في سالف القدم
يبكي, ينوح من مطامع قدم
و القلب مشغولٌ تسربل بالألم
و الحزن صاح :
أليس يكفيه سقم ؟ !
و الكف ترفع للذي برأ النسم
تشكو بلوعتها :
ارحم كسيراً ضج في ليل الظلم
.
-2-
أمسى الغريب وحيداً في ثرى الألم
من بعد فاجعة التهجير و النقم
و الروح مزقٌ بالشتات و بالألم
أسفي عليه و ليس لي من حيلةٍ
غير الأنين و بث حزني و الندم
صرنا غثاءً لا نرى
نباع و نشترى كالجواري و الخدم
و نحمل نعشنا بين العشيرة و الوثن
و كل همنا أن نبقى سالمين
في قمقم الوهن
و نركل عزنا
من الشوامخ للعدم
و نقتل بعضنا
كي يرتضي عنا عمنا صنم
صرنا غثاءً لا نرى
نكفر بعضنا
مرضاةً لجلالة هبل
صرنا غثاءً لا نرى
و نحن في صحوةٍ نغلوا و نحترب !
.
-3-
أمسى الغريب وحيداً في ثرى الألم
من بعد فاجعة التهجير و النقم
و أجسادهم...
تعوي عليها قنابل
و تتساقط جدران
و تهوي منازل
و تصرخ أزهارٌ
و تبكي سنابل
و في اليم الخضم...
تغرق جدائل
و كلٌ لعبةٌ لغيه
و جل أفعالهم
ترضي تنابل
و جحافلٌ تبرك اسم جاهلٍ
يا ليتها عرفت
أنه ساديٌ و نذلٌ و خائن
فمتى ينتهي عصر سيادة جاهل
و متى نهجر حقبة خططتها قبائل ؟ !