2017/08/14

انتحار للشاعر / علي عامر الشرعبي

انتحار

يا أيها الحرفُ ما للشعرِ يخذلني

وتستبيحُ فؤادي سطوةِ الزمنِ
من أينَ ابتدأُ المشوارَ أحسبني
قد تاه بي زورقي واستُبْدِلَتْ سُنَنَي

يَمَمتُ شرقاً فارداني الهوى دنفاَ
والغربُ في اليمِ ألقاني يغرقني
مالي أصارعها الأمواج قد عصفت
بي وارتميتُ هنا والبرُ يُنكرني
يطوف بي ولهٌ بالنصر منتشياً
بمجد من حرروا بالأمس مرتهني
هولُ الخلافات للأوطان مزقها
وعاثَ بي فإذا بي فاقدا وطني
تقاسمَ الادعياءُ اليوم ثروتنا
واستنفروا المالَ منهُ استوردوا كفني
صرختُ دوى الصدى في كل ناحيةٍ
ولم يجبني سوى من مزقوا بدني
فهل أنوح عراقَ الرافدين على
ما دمروا فيه أم أبكي على اليمنِ
وكم سأصبر والطوفان مندفعٌ
يسدُ حلقي عن الانفاس يكتمني
إن نحت أبكي ضياعَ الشامِ في أسفٍ
سأندبُ القدسَ حتى يردني شجني
الموتُ في كلِ حيٍّ يستبدُ بنا
همْ يقتلونا لتهدى قيمةَ الكفنِ
كم عذبونا وباسمِ الحبِ تحصدنا
آلاتُ حقدٍ وتستولي على المدنِ
نستحلفُ الموت حتى لا تغادرنا
آلاتهُ من بها نسلوا من الحزن
حتى رأينا بلاد الله واسعة
نحيا بها في اغترابٍ باهض الثمن
كنا نغادر مأوانا على أملٍ
أن نلتقيه ونلقى لحنهُ الشدن
لكننا اليوم إن عُدنا إليه فقد
ولى وعنوانهُ قد ضاع في الفتنِ
هيا لنبحث عن عنوان موطننا
فقد جفانا وليت الصمت لم يكنِ
فابنُ الهتافات يحيا فيه معتقلاً
وابنُ الصراخِ تحدى صوتهُ أذني
الناعقون وما في قلبهم ألمٌ
القاتلون ومن عقوا هنا لبني
سمُ الأفاعي أتت أيران تنفثهُ
وللعقارب سمٌ صار في يهلكني
ومن لصنعاءَ هزََّ الأمس مدفعهم
قد خيموا وأناخوا الركب في عدنِ
قلبي تبخر في الآهات محترقاً
والحرب ُتسحقُ كلَّ الناسِ في وطني
أسمو على كل جرحٍ غائرٍ فأنا
ليثُ الحروبِ وربُ السيف والطَّعن
والموجُ مهما اعتلى راياتِ أشرعتي
بالعوم أنجو وربُ العرش يحفظني
كم جَيَّشَ الفرسُ واليونانُ وانتحروا
والترك والإنجليز الشقر في وهني
كانت تداعب ريح النصر رايتنا
عشقا وطائر سعدٍ ظل يتبعني
واليوم تستاقنا سبياً ممالكُ مَنْ
هانوا ولم ينبسوا بالسرِ والعلنِ
ألقيتُ في لُجةِ التاريخِ أشرعتي
وقلتُ للريحِِ هيا أغرقي سفني
علي عامر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات