2017/08/26

( هندسة التربية و التعليم ) بقلم الأديب / راوند_دلعو

شذرات تربوية معاصرة :
( هندسة التربية و التعليم )
إن أسهل المشاريع الهندسية يحتاج إلى تركيز ودقة في العمل يكافئ ذلك التركيز الذي تتطلبه أعقد المشاريع على مستوى العالم .... فلا ينبغي على المهندس استسهال أي مشروع يقوم بتصميمه و تنفيذه ..
و كذلك تربية و تعليم طفل صغير بشكل احترافي مُبرمَج يتطلب تنظيماً عالياً لقدر هائل من المعلومات والخبرات والملكات النفسية والعملية ، ثم بذل جهد يكافئ ذلك الجهد الذي يتطلبه إنشاء ناطحة سحاب أو مدينة مالية أو نظام شبكة هاتف محمول توفر التغطية لملايين البشر في مساحة صغيرة ....
فيجب إنشاء مخابر تجريبية لتربية الطفل تُجرى فيها الأبحاث و تؤخذ العينات و تسجل النتائج ... و أرى أن المدارس هي الميدان الحقيقي لذلك فهي مخابرنا التربوية ، فيجب على الحكومات إرسال خبراء تربويين بدرجة مهندس تربوي و تعليمي (دراسة خمس سنوات) بشكل دوري إلى المدارس ليقوموا بإجراء هذه البحوث على الأطفال و مراقبة سلوكهم بحيث يتم تطوير حقل التربية و التعليم بنفس طريقة تطوير حقل الفيزياء و الكيمياء و الهندسة و الطب و و و ....
حيث يقوم العلماء برصد الواقع المشاهد في المدرسة ثم بافتراض استراتيجيات تربوية و تعليمية لعلاج هذا الواقع و تطويره ، ثم فحص هذه الاستراتيجيات و النظريات منطقياً و إخضاعها للنقد العلمي ثم تطبيقها بعد التعديل المطلوب لتلائم واقع الطفولة في مدارسنا .
كما يجب على الحكومات الارتقاء بالمعلمين التقليديين للوصول إلى مستوى ( مهندس تربوي و تعليمي ) و ذلك من خلال توفير الدورات الأكاديمية اللازمة و الموثقة بشهادات معتمدة ، ثم الامتناع عن توظيف أي معلم لا يتحصل على درجة( مهندس تعليمي و تربوي) لضمان مستقبل مشرق لعملية التربية في بلادنا.
نعم للارتقاء بحقل التربية و التعليم نحو فرع من فروع علم الهندسة حيث نقوم بتصميم الخطط و الاستراتيجيات التربوية من خلال هندسة التربية و التعليم .
#راوند_دلعو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات