(تأبط قبحا)
✍/ جبر مشرقي●
____________________________
ماذا لديَّ ؟؟؟
لي
من فوهة الضباب
أنفاس روح الأنا الكليل
ولي
من قناديل الحلم
ضوء خافت
يتوارى خلف نوافذ الليل
ولي
حفنة من صواع
السنوات العجاف
ولا ماء لي في الجب
يروي الغليل
لي
انشقاق البحر
ولكن لا عصا بيدي
وليس لي دليل
لي
نزر من الصبر
ولكن ليس لي
مغتسل بارد
ولا نسيم عليل
لي
وطن لكنني بلا مأوى
أنا وهو بلا سلام
فكلانا نقتات أوجاع الحياة
ولا بديل
ولي
روائح البارود
شهيقي والزفير
ولي احتساء الألم ونبرة الويل
ولي
من الديار أطلال
جرفتها سيول الحرمان
ومالت بها كل الميل
ولي
عمر عقيم
نام على أرصفة المآسي
مذ زمن طويل
فمن أنا ؟؟
وممَّاذا تكونت ؟؟
سأخبركم
بأني رجل تكون
من الأحزان
يمشي مع الناس غير مرئي
على أرصفة الضياء اللامنتهي
باحثا عن مجدي الأثيل
فلم يزرني الربيع يوما
ولم تثمل إذني يوما
بنغمة الهديل
كلا
ولا يوما
قرأت آية الحب وأحسنت الترتيل
لا ولم
أعتكف يوما
في محراب القصيدة
لألقي عليها السلام الجليل
لأن القلم
متهم بتهمة غجرية
وإنه سلاح محرم
فربما يشنق أو يصبح قتيل
فاكتفيت
بأن أعيش وهميا
في جفن اللاشيء
أعصر من أدمعي
دواء أداوي به
جرحي الأليل
فهذا أنا
عشت وسأعيش كما أنا
حافي القدمين
على رمضاء المآسي
بدون ظل ظليل
فأنا رجل
تكون من دخان الوهم
ليلا
فتأبطت قبحا
لأن عالمي ليس بجميل■
__________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق