2015/11/04

فرصة أخيرة للشاعر / وليد هزاع اليوسفي

فرصة أخيرة

==============
حلَّ المساء فإذ فؤادي يخفق
ويكاد سمعي من وجيبه يصعقُ
لأحس في مجرى الوريد بأنه
قد صار أعمق ما يكون وأضيقُ
فإذا العيون تهولني عبراتها
بحنين سيل جارف يتدفقُ
خارتْ قوايَّ فما استطعت تماسكاً
وسقطتُ لا ادري بما اتعلقُ
ورأيتُ ان نهايتي قد أوشكتْ
والعقل من هول المصيبة مُغْلَقُ
فإذااللسان بدا عليلا مثقلا
أين البيان و أين أين المنطقُ !!؟؟؟
وسمعتُ صوتا حينها قد راعني !!!!
انت الشقي العاصي المتحاذقُ
انت الذي بارزتنا بوقاحة
وعكفتَ في بحر الظلالة تغرقُ
انت الذي صعرتَ خدك ظالما
للناس بل أنت الشقي الأحمقُ
انت الذي ضيعتَ عمرك دائما
في اللهو لم تأبه لإنك أخرقُ
انت الذي قد كان عيشك طيبا
وتعيش في خير جزيل مغدقُ
والان لا يوجد هنا لك مهرب
فالموت من كل الجهات سيطبقُ
وتسمرتْ مني العيون فلا ترى
الا الجحيم بَدَتْ لها تتشوقُ
ففزعتُ من هول المصير فعندها
عادتْ حياتي من جديد تخفقُ
وبَدَتْ من الاعماق اغلى فرحة
من فرطها والله كدتُ أُحَلِقُ
فعزمتُ حقا ان اعيش مكرماً
وهُداكَ ربي للصواب يوفقُ
يا صحب اني قد رزقت بمهلة
كيما أصحح وجهتي وأوثقُ
منى العزيمة للوصول لغاية
فيها المنى ولها أَكِّدُ وأرهقُ
فتنبهوا لمصير يوم قادم
لا شك فيه ولا محالة يبرقُ
لنكون في جنات عدن انها
تلك التي نسعى لها نتتوقُ
دار النعيم السرمدي وما بها
نَصَبُ النفوس يصيبها ويعوقُ
فبها الامان من المنون وكلما
طَلَبتْ نُفُوسَكُمُ المحال ويَطْرُقُ
سيجيئكم حقا بصحبة فتية
لبسوا الخلود بهم يَطِيبُ المـَرْفَقُ
وعلى الأرائك كالملوك يَمُدُكُمْ
ولِدَانَكُمْ فيما به تتعلقوا
إطْلُبْ تَجِدْ وَأمُرْ تُطَاع لأنكمْ
أحسنتموا فيما مضى لن تُفْرَقوا
أرضيتموا رب العباد بِصُنْعِكِمْ
فجزاكمُ الرحمن فضلا يَعْبِقُ
يارب عبدك قد أتاك مبادرا
وفؤاده لبس الرجاء ويَخْفِقُ
بمحبة ملأت جوانحه التي
وضِعَتْ به كيما ينوح ويُشْفِقُ
وبها رفعتُ يدايَّ تسبق دمعتي
ولسان قلبي بالمذلة ينطقُ
مولايَّ جُدْ لي الآنَّ منك بنعمة
تمحو بها مني القبيح وتُغْدِقُ
لأكون مقتديا بأشرف مرسل
وهوى الفؤاد بنور وجهك يُشْرِقُ
مولايَّ لا تحرم عُبَيْدَكَ جَنَّةً
فلقد أتيتك لائذا هل تُغْلِقُ ؟؟!!
أبواب رحمتك الوسيعة إنها
لجميع اشياء الوجود سَتُرْفَقُ !!
وأنا المقصر والمقر بذنبه
شيء خُلِقْتُ فهل تَمُنُّ وتُعْتِقُ ؟؟؟
لأكون جارا للحبيب محمد
فبحبه تسمو النفوس و تَصْدُقُ
وبحبه والله نصنع حُجَةً
فالمرءُ يَتْبَعُ مَنْ يُحِبُ ويَعْشَقُ
صلوا عليه أحبتي فبضله
رحم الاله عباده ممنْ رقوا
صلوا عليه أحبتي فبهديه
وضحت مجاهل من مضوا وتزندقوا
صلوا عليه أحبتي فلأجله
جعل المهيمن بدره يتشققُ
ولأجله وُضِعَ المقام لموعد
يرقى به طه ليُسْعِدَ مَنْ شقوا
بشفاعة المختار تبلغنا بها
عفو الرحيم فنستريح ونُعْتَقُ
صلى عليك الله من عليائه
ما دام في الأكوان شيء يخفقُ

==================
وليد هزاع اليوسفي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات