2017/02/17

هلْ تقبلونَ منْ الأعداءِ قربانا ؟ شعر / حمودة سعيد محمود


دعني لأرثيكَ تبجيلًا وعرفانًا
أرمى عليكَ من الأزهارِ ريحانا
أمضى إليكَ بدمع كاد يقتلني
أتلو عليكَ من الآياتِ قرآنا
أحكى إليكَ أمورًا أنتَ تجهلُها
تزدادُ فيها تنقيبًا وإمعانا
أحتاجُ منكَ خفايا أنتَ تعلمها
ولا تغيبُ عن الأذهانِ إعلانا
فسقُ الولاةِ امتدَّ في مزارعِنا
من ذا يعيدُ لنا العهدَ الذي كانا ؟
فقال لي ودموعُ العينِ نازفةٌ
دعني أعيشُ بدارِ الخلدِ إنسانا
كم قد ظُلمتُ بدعوى أنني رجلٌ
يأبى الفساد لأنْ يزدادَ طغيانا
قل لي بربكَ كيفَ العدلُ يجمعنا ؟
عند الشعوبِ التي ضحَّتْ بمثوانا
فقمتُ من خجلي وقلتُ في عجلٍ
دعني لأرثيكَ مستورًا وعريانا
إني أتيتُكَ بالقرآن مكتفيًا
حتى تزيدَ من الإيمانِ إيمانا
قل لي بربكَ كم مقولةً سألتْ
تلكَ الحكومةُ من يزدادُ عصيانا ؟
دعني أقولُ وهذا القولُ من قلبي
إني أحبكَ يا أبتاهُ عنوانا
فقامَ يحضنني وقالَ في أسفٍ
هل تقبلونَ من الأعداءِ قربانا ؟
قد حمَّلوني بهمٍّ لو تناظره
وجدتَ فيهِ من التعذيبِ ألوانا
من ذا سيقبلُ أن يرتاحَ في بيتٍ ؟
وضعوا عليهِ من الألغامِ أطنانا
فوقفتُ من فوري وقلتُ منتحبًا
عشْ في الجنانِ ولا تنظرْ لدنيانا
واخشعْ لربكَ واطلبْ منهُ مغفرةً
تلقى الأحبة عند الخطبِ إخوانا
واشرحْ لربكَ كيفَ الناسُ قد كرهتْ ؟
زمنًا تألَّقَ فيهِ الفأرُ سلطانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات