2017/02/22

هز الورد للشاعر// مصطفى محمد كردي

هز الورد
القلبُ يعشقُ والصُّراحُ مجانبي
والرّوحُ تغرقُ والبَواحُ كقاربِ
فيضٌ من اللّطفِ الذي يجتاحُني
وسحائبُ الشّوقِ التي في الحاجبِ
آياتُ حُبٍّ لم أزل من لهفتي
أرنو إليها في امتناعِ اللّاهبِ
من فيهِ نورٌ باهرٌ في مهجتي
فكلامُ حِبّي ذائبٌ في الذائبِ
الوجهُ من أوصافهِ بدرُ الدّجى
والرّهبُ سيفُ الشمسِ ضاءَ براهبِ
والكفُّ منها اللّطفُ يسرقُ لطفهُ
منه النّدى عند امتلاءِ الشاربِ
روحٌ بها نارُ الحياةِ وبردُها
والشوقُ يجري خلفها كالهاربِ
إن قرّبت في طَرفِها ولِدَ المُنى
أو أبعدَت ذهبَ الهنا في الذّاهبِ
ما زلتُ أكتبُ من بحارِ حُبورِها
أنعِم بحِبرٍ غامرٍ للكاتبِ
خاطبتُها بمدامعي فتنكَّرَت
وتبسّمَت بعد احتراقِ الخاطبِ
وتركتُ روضًا في نعيمِ نهارِها
وسكنتُ ليلًا في جحيمِ مضاربي
ما فازَ منها عاشقٌ من نظرةٍ
إلا اشتكى منه الذي في الجانبِ
وبدا به لونُ الهيامِ كصحبهِ
من بينهم يأتي الزؤامُ كصاحبِ
طَلَبَت فسالَت في الرّبوعِ شقائقي
تلك التي تسقي الزّهورَ مطالبي
لكنّها لما أبَحتُ مشاعري
رَغِبَت فداسَت فوق خُضرِ رغائبي
فعجِبتُ من رَدِّ النّسيمِ يردُّني
وعبيرُ هَزِّ الوردِ فيه مصائبي
إنّي الشّقيُّ بحبِّها فلأنني
لمّا أردتُ السِّلمَ جاءَ محاربي
مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات