2016/12/24

تخميس أبيات لأبي العتاهية ( مابين قوسين لأبي العتاهية ) بقلم الشاعر / مصطفى محمد كردي

تخميس أبيات لأبي العتاهية ( مابين قوسين لأبي العتاهية )
أقبلتَ تزهو بالشبابِ فأعرضا
وأتاكَ جابٍ قد حباكَ وأقرضا
فنَسيتَهُ حتى تطايرَ في الفضا
(قَلَبَ الزَّمانُ سوادَ رأسِكَ أبيضَا
وَنَعاكَ جِسمُكَ رِقّة ً، وَتَقَبُّضَا)
فسَلَوتَ في عُمرِ السلامةِ سَوسنا
وجنيتَ من زمنِ الجنايةِ ما اجتنى
هل كان شيءٌ نلتَهُ قل يا أنا
(نلْ أيَّ شَيءٍ شئْتَ منْ نَوْعِ المُنَى
فكأنّ شَيْئاً لم تَنَلْهُ، إذا انقَضَى)
مازال شُغلُكَ يا ضميرُ بِغَيِّهِ
وسَقيتَهُ جهلًا فباءَ بِرَيِّهِ
وزَعمتَ أنك دائمٌ في حَيِّهِ
(وَإذا أتَى شيءٌ أتَى لمُضِيّهِ،
وكأنَّهُ لَمْ يأْتِ قَطُّ إذَا مضَى)
لا زال يَبلى في الزّمانِ جديدُنا
ويَحدُّنا رغم الحديدِ حديدُنا
فكأننا نسعى به فيُعيدُنا
(نَبْغِي منَ الدُّنْيَا الغِنَى فيزيدُنَا
فَقْراً ونطلُبُ أنْ نَصِحَّ فنمرضَا)
النفسُ تكذبُ صِدقَها وتَرُدُّهُ
وتقولُ زورًا والسِّنونُ تَعدُّهُ
وإذا بَرا منها المِراءُ تَمُدُّهُ
(لَنْ يَصْدُقَ اللّهَ المَحَبّة َ عَبْدُهُ،
إلاَّ أحَبَّ لَهُ ومِنْهُ وأبغضَا)
رَضِيَت بحالٍ عندما أوحى لها
مالُ الفناءِ فزادَها أوحالها
قد غَرَّها في حِرصِها تبًّا لها
(والنّفسُ فِي طَلَبِ الخلاصِ ومَا لَهَا
مِن مَخلَصٍ، حتى تَصِيرَ إلى الرّضَى)
مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات