2016/12/29

راحلٌ لا مَحالةَ للشاعر ا. منذر قدسي


راحلٌ لا مَحالةَ
....................................خربشات
قد أخرجتُها تراتيلاً من أصداءِ
ذاتِي
وجرفتُ عشقاً كنتُ أحفظُهُ
في فؤادي
ومزقتُ غشاءَ العنكبوتِ
وعلى بابِ كهفٍ
حطمتُ للحمامِ آلافَ البيُّوضِ
واطفأتُ بصيصَ نورٍ كانَ
يُضيءُ
عتمَ سراديبَ أَعماقي
ورميْتُ اقلاماً كانَتْ مَلاذي
في وحْدَتِي
وأَزهاراً غرسْتُها بِنَقشِ الحُروفِ
في صَومَعتي
وأفرغْتُ زجاجَ محبرَتِي منْ
نوافذِ رئَتِي
وتقيّأتُ مع زفيرَها أنفاسِي
و كلماتٍ رسبَتْ في الحَشَا مَأساتِي
لم تَرَنِي إلاّ حاوياً
أو خيوطاً يُلاعبُها ساحرٌ
على مَسرحِ الأَطفالِ
غاوياً
أو شاعرٌ ينزفُ
من ثَغرهِ الأَحزانَ
راويّاً
لمْ ترَنِي إلاّ من نارِ الجَحيمِ
حِمَمَاً
أو كافرٌ يحنثُ بالقَسَمِ
أو عَدمٌ منْ بعضِ
بعضِ العدمِ
حتى عيَّرتْنِي جهراً في
صَلاتِي وصِيّامِي
وكَانِّي في صُورِ
العشقِ مبتورَ اليدينِ
أَعمَى أَعرجُ القدمِ
أو شيئاً لا تَحتاجُهُ يُرمَى
ولمْ تَعتَرفْ حَتىَ
بأَصالَةِ نَسَبِي
وحسنِ صِفاتِي
وفروسيةِ خيلٍ
لمْ تدرِِ كمْ أَحبَبْتُها
وكمْ كنتُ أَعشقُها
وكمْ كنتُ
وكمْ كنتُ
وكمْ كنتُ
لمْ تدرِ ما فَعلَ
جَفاها
لم تدْرِ إنِّي هَجرتُ
نُهاها
ولمْ تدرِ
إنِّي أقسَمْتُ باللهِ اليَمِينَ
إنِّي راحِلٌ
وعلى صَكِّ عِشقٍ
وقَعتُهُ يَوماً لَها
قدْ مَسَحْتُ
عَنهُ بَصَماتِي
.........................
بقلمي 
منذر قدسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات