2016/12/26

إلى من لا يعرف مدينتي: بقلم / عبد_الواحد_الزيدي



إلى من لا يعرف مدينتي:
مدينتي معشوقة الغيم والمطر الأنيقين، ويصاحباها ذات صباح وذات مساء، وجهة الشعراء لِمَ تحتويه من طيفٍ مناخي متنوعٍ ولطيف، وربة العبادة عبادة الذات والخلو ومعانقة الضباب الثلج النقي.
مدينتي ربة الحزن الآلهة الهادئة الصخب المليحة كفتاة في لب شبابها تنظر على عنقها الكاذي والرياحين المتعددة النوعية والرائحة.
مدينتي. . للوافدين من صنعاء تستقبلهم "شبام كوكبان" الحضارة والتاريخ، كأنها النهدين على صدر حورية ملائيكية فيها الصفاء. . مروراً بوادي "النعيم" الآتي من الجنة إلى غوطة "الأهجر" الحوض الكامن في غيابات الأرض، ومن على يمينك مباشرةٌ تلويحة "شلال الخلتبي" الذي يشبه خريره ضوء القمر المكتمل في منتصف الشهر.
أيضاً. . بعد الصلاة السياحية المذكورة سلفاً تتلقفك مدينة "الطويلة" التي تعانق ملائكة السماء الدنيا؛ لعلو جبالها، وحصونها، وقلاعها المتناثرة كالنجمات المتلألأة في وهج السماء بعد ليلة شتوية ماطرة وصولاً إلى مركز مديرية "الرجم" المخضرمة التي تجمع بين السهل والجبل، والغنية بأثمارها الصحية المتعددة الأسما، ورجالها الأوفياء الصادقين. . ومنها إلى حيث مدينتي مباشرةٌ.
مدينتي لم أسميها لكم بعد...! مازالت في حنايا الضلوع وخبايا القلب جوهرة ثمينةٌ من الألماس النادرة جدا على سفح هذا الكوكب.
مدينتي للوافدين من "البحر" أي محافظة "الحديدة" يستقبلهم هناك في أقصى مديرية "بني سعد" خرير الماء الغدق وادي "سُردُدْ" أو "سُرْدُودْ" الغني بمحاصيلة من خيرات -البلدة الطيبة- ثمرةً، وفاكهةً، وخضروات، إنه الوادي المقدس بالنسبة لمن يعتمدون عليه لطلب الرزق في زراعة الأرض وجني المحاصيل لنيل الحياة بهذا الكفاح المستمر مروراً بجسر هذا الوادي -الذي لم يكتمل بعد إنشاؤه منذ مايقارب العشر سنوات وأكثر- منطلقين صوب مدينتي الجميلة العذراء عبوراً بوادي "سارع" الشهير بطيبة سكانه، وزراعة الذرة -الحبوب- بإختلاف أنواع محاصيلها، وكذلك المشهور بإنتاج "العسل" لوجود ألآف الخلايا من "النحل" متناول الفلاحين، وكذلك الثروة الحيوانية التي لا تخلوا أسرة من الإعتماد عليها؛ كونها مصدر من مصادر دخلهم البسيطة جداً.
ومن وادي "سِرْدُودْ" عبوراً بوادي "سارع" والوديان الفرعية الأخرى، ومفترق منطقة "القطاع-الأحجول" عبوراً بجبل "الطرف" و "المناخ" و "قرن مالك" و "هجرة عنبر" و "والعرقوب" و "بيت الشاحذي" و "النقيب حبيش" و "الغربي الأسفل ثم الأعلى" إلى حيث تستقبلك أشجار "الطلح، والطنب، والكافور" بحفيف أوراقها الخضراء الدائمة، وكذلك دهشة مبانيها المخضرمة بعبق الماضي وألق الحاضر، وأزقة شوارعها الضيقة نوعاً ما والمتدرجة بالرّص الحجري الحديث نحو الأعلى، وكأنك تصعد الأزقة المرصوصة نحو آلهة الجمال العتيق في صخب الضباب الثلج، متأملاً بساطة الناس وهم يداعبون التربة بتلك المعاول المنمقة تحت أغصان الشجر، وبين اللوحات الخضراء المجدولة برسمٍ فني هندسي ألق.
هنا حيث مدينتي "المحويت" عشقها لا ينتهي، إنها عبق الماضي، ودهشة الناظر، وحاضنة الغريب. . ومدينتي المحويت لزوارها لا تقل عن قهوة الشعراء والشواعر ذات مساءٍ شتوي، كما إنها إنعتاقة سماوية أهداها الله للفرجة وفرج كربات المؤمنين من كبت الروح وكآبة الهول الدنيوي.
المحويت. . لوحة ربانية مسماة من "ألمح" أي أنظر لترى ما يطيب الفؤاد من بديع صنع الباري. . أيضاً أيها العاشق سماوات مدينتي إليك نصيحةٌ في الختام وهي: لا تنسى وأنت في معشوقتي من زيارة السماء في منطقة "الريادي" وتحدث من خلال الضباب مع ملائكة السماء الدنيا إلى الله مباشرة.
بقلمي/
#عبد_الواحد_الزيدي
٢٤‏/١٢‏/٢٠١٦ ٩:٤٩ م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات