2016/12/26

زمن طويل من عمر الده بقلم ا. أنور محجوب

زمن طويل من عمر الدهر ولى وانقضى . على نخلة وحيدة لاتعرف لها أسرة ولا زارع ولا رفيق زرعت فى صحراء العشق وألأمنيات المحطمة .وجدت نفسها هكذا ..وحدها تتحمل كل العواصف فينكسر منها ماينكسر وينجو منها مابنجو ..لايجاورها أخ تحتمى به من قسوة رياح الحياة القاسية ..ولا أخت تحنو عليها فى زمن ندر فيه الحب .رغم ذلك تحملت جذورها وقاوم ساقها ..وسعفها اهتز ورقص مع هواء لا يفهم مابها...وكأنها تتعايش معه .مرضت وتمايلت لم تحد إلا الرمال التى تدفعها الريح فتتجمع حول أسفلها تقوبها ...بكت وتوجعت بانين مكتوم .لم يكفكف دموعها إلا الهواء المار بطبيعة حاله ..وصبرت وكبرت ..وما بخلت .جادت بأحلى الثمار وأطيبه ...ولكن ماكان يحرنها أن ثمارها تدفن تحتها لاأحد يأكله فتسعد .أو يجمعه فتشعر بقيمتها ..وظلت هكذا وحيدة تقاوم ولكن لاتكق عن الإثمار..
 وذات ليلة نامت فرأت فى منامها ملكان جميلان يغرسان بجوارها شجرة زيتون ..وعندما انتهوا صبوا الماء صبا أسفل جدرها هى و الزيتونة وكان ماء أتوا به من نهرالحب له رائحة الزنجبيل 
 فتمايلت فرحا ورحبت بالحبيبة الزيتونة التى انتظرتها عمرا ..شعرت بالحياة تدب فيها ..ومالت على زيتونتها تعاهدها ..سنكون سويا نحب بعضنا ولا نفترق ...أبدا ..فبادرتها زيتونتها قائلة ..أنا من طلبت المجئ هنا ..لقد رأيتك فى أحلامى .رائعة جميلة وفية ..تجودين بالحب والعطاء .وانا أشبهك فأخبرتهم أن يأتو بى إلى هنا لأؤنس وحدتك ..وأكون لك رفيقة ....وابتسما سويا ..
 وانتهى حلم النخلة .و شعرت بقلبها يتراقص .وتغنى للهواء وتجمعت الطيور فوقها تنشد معها انشودة عشق ووفاء ...#إلى_الأبد

أنور محجوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات