لماذا اليوم يا قلمي أَراكَ ؟
على الأوراقِ لا تُبدي حِراكا
سئمتَ النَّظمَ ؟ أم أصبحتَ شيخاً ؟
أم اﻷشعارُ قد عشقتْ سِواكَ ؟
أم اخترتَ القطيعةَ والتَّجافي ؟
تصيحُ أناملي .. ماذا دهاكَ ؟
ألم تقضِ اللَّيالي ساهراتٍ ؟
إذا ما النَّومُ في ليلٍ جفاكَ
وكم حمَلَتْك يا قلمي بِرفقٍ ؟
لكي تُبقيكَ راسِخةً خُطاكَ
أم استسلمتَ ؟ أم أبرمتَ عهداً ؟
مع اﻷفكارِ أوقفتَ العِراكَ
ألم تَصْحَبْكَ أَعْذَب مُفرداتٍ ؟
كأطيارٍ تُحلِّقُ في سَماكَ
وتهبطُ في هُدوءٍ وانصِياعٍ
تُنسِّقُها كما شاءَتْ يداكَ
سئمتُ اﻹنتظارَ وملَّ صبري
كفاكَ سكوتُ ياقلمي كفاكَ
أما كنتَ الفصيحَ بغيرِ نُطقٍ ؟
فتَسْمَعُكَ العيونُ وما تراكَ !!
وإنْ دارتْ بأفكاري أُمورٌ
يراها من تأمَّلَ في خُطاكَ
فأنتَ التُّرجمانُ لما بِنفسي
وما لِمشاعري خِلٌّ سِواكَ
لقد باحَتْ إليكَ بِكلِّ سِرٍّ
وما قدْ خيَّبتْ يوماً رَجاكَ
وفي الأشعارِ كمْ خُضْنا بُحوراً ؟
إلى أنْ صارَ مسموعاً صَداكَ
وأمَّا إنْ ظَمِئتَ إلى مِدادٍ
ففي عَيْنَيَّ ما يروي ظَماكَ
وإنْ أَخْفَتْ دُموعي ما سَتُبدي
فإنَّ دَمي يُحَقِّقُ مُبتَغاكَ !!
عصام الأهدل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق