خربشات هوى
إني أحبُّكَ هل تريدُ أدلَّتي
فأنا الكريمُ وقد أتيتُ بذِلَّتي
قل ياحبيبي هل تريدُ هديّةً
هذا الهوى فاقبل عظيمَ المِنحَةِ
أسهرتَ عيني لستُ أعرفُ سَهوةً
يا طفلةً سرقَت رُقادَ اللُّعبةِ
أنتَ الدّواءُ ولستَ تَرقي خافِقًا
من خَفقهِ فأنا أعيشُ بعِلَّتي
صِرتَ الهواءَ بنظرةٍ أحيا بها
فالموتُ عندي بانتهاء النّظرةِ
كانت دموعي سَلوتي بغيابِها
مابالُها جفّت دروبُ الدّمعةِ
حكمَ الزّمانُ فصارَ هجركَ عادلًا
في ظُلمهِ قدّمتُ ألفَ قضيةِ
أدمنتُ في لغةِ الغرامِ شكايةً
فجعلتُ وِردي ذِكرَ ظُلمِ أحبّتي
علّمتَني فَنَّ البُكاءِ معَ الأسى
والآن تمنعُني لأرسمَ بَسمتي
لازلتُ أذكرُ يومَ شَمِّ عبيرِها
كانت زهورًا في بديعِ حديقةِ
قد أشغلَت عيني بلَحظِ وِصالِها
فالوجهُ صُبحي والضّفيرةُ ليلتي
النّارُ ثغرٌ والثّلوجُ بجوفهِ
قد أحرقت جُنحي فعُدتُ برِعدتي
يا واهبًا قلبًا لوامعَ لَوعةٍ
تهَبُ الوعودَ كغيمةٍ في الصّحوةِ
أثقلتَ هَمّي في رُكامِ رسائلٍ
من ثِقلِها قد أمطرت بالفُرقةِ
ماذنبُ قلبي أن أحبَّ جمالَكم
قل لي فهل قلبي أقَرَّ بتُهمتي
أسكنتَني في الحُبِّ ساعةَ نِلتَني
فأخذتَ عيني عن سكونِ الغفلةِ
وظننتَ أني في اصطناعِ تبسُّمي
أحببتُ غيركَ ويلتي من غَيرةِ
وتريدُ مني أن أكونَ وزيرَكم
في نُصحِكم هلّا رجعتَ لدولتي
كتبَ الهيامُ على جبيني حُبَّكم
فالوجهُ يُظهِرُ ما جرى من خُلَّتي
ونحولُ جسمي شاهدٌ بعذابِكم
ومشيبُ رأسي واختفاءُ النُّضرةِ
الكلُّ يعلمُ أنّني مجنونُكم
فارحم فؤادًا ذاقَ مُرَّ محبَّتي
أمضيتُ عمري في هواكَ مولَّهًا
فوجدتُ في ذُلي ضّياعَ الذِّلةِ
وقطعتُ وعدًا أن أدومَ على الهوى
وحنثتُ وعدي في اشتعالِ الرّغبةِ
وتركتُ كُلِّي حين كنتُ بقربِكم
هلّا جزيتَ البعضَ بعضَ السَّلوةِ
أسكرتَني في الحُبِّ حتى خِلتُني
أهوى العذولَ لذكرِكم في كِلمةِ
يا تاركًا نفسي لنفسي عنوةً
في شدّةٍ دعني أموتُ بحسرتي
الموتُ يرحمُ عاشقًا بجنانهِ
والبعدُ يقتلُ في جحيمِ الزّفرةِ
إني أحبكَ يا كتابَ حكايةٍ
في خَتمهِ نَزَفَت حروفُ وَصِيَّتي
مصطفى محمد كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق