2017/07/04

كتب الاعلامي ناهض الخالدي : من اجمل واعذب ماكتبه الاستاذ الشاعر عبد الوهاب محمد الجبوري قصيدة (البحر وجلنار )

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
كتب الاعلامي ناهض الخالدي : 
من اجمل واعذب ماكتبه الاستاذ الشاعر عبد الوهاب محمد الجبوري قصيدة (البحر وجلنار )(*)(**) 
تنويه
تعتبر هذه القصيدة من أجمل وأعذب ما كتبه الأستاذ عبدالوهاب محمد الجبوري حتى عام 2012 ، حسب رأي عدد من النقاد والأدباء العراقيين ولديه ألان ديوانان قيد الطبع ويرفض أن يطلق على نفسه صفة شاعر ويقول انه هو هاوٍ للشعر وليس بشاعر ونحن نعرفه كاتبا وباحثا وخبيرا استراتيجيا اصدر أكثر من ( 50) كتابا بين تأليف وترجمة في مختلف العلوم والمجالات خلال اكثر 35 عاما . جدير بالذكر ان الاستاذ الجبوري هو رائد الترجمة الاول في العراق باللغة العبرية ، حيث كان قد بدأ الترجمة لاول مرة عام 1964 بنصوص من الصحف الاسرائيلية زوده بها مدرس اللغةالعبرية في الكلية العسكرية العراقية إنذاك النقيب حسين عبدالفتاح (مصري الجنسية ) . كما شغل الاستاذ الجبوري مناصب اعلامية ومهنية وعلمية وعسكرية عديدة ،وهو يقوم حاليا بالكتابة في عدد من الصحف والمجلات العربية ومواقع الانترنيت في مجالات السياسة والأدب والإعلام والثقافة والاقتصاد والشؤون العسكرية والأمنية . 
كل التحية والتقدير لأخينا وزميلنا الأستاذ أبو محمد . ومن الله التوفيق للجميع 
ناهض الخالدي /كاتب وصحفي
مدير تحرير جريدة الحدباء الموصلية(سابقا)
سكرتير جريدة الانقاذ العراقية (سابقا)
القصيدة
البحر يسافر إلى مقلتيها ،
ثم يعودْ
البحر يقبّل وجنتيها ،
ثم يؤوبْ
(يطوف في أهدابِ زورقٍ)
يستحم في ربيعها 
يتوسد شذاها 
كلما مرَّ هبوبٌ
شمالا أو جنوبْ 
(موجة تشمخ في موجة
وأخرى في القلب تذوبْ)
البحر يوقظ شمسها 
(يتدثر قمصانها المزركشة)
تلك التي أحبها 
وأغفو في ألوانها 
كلما أطلّت أمسياتٌ 
في الدروب
الشواطئ تصدح بالغناء
تودّع للمساء 
كواكباً 
ترفّ كالنوارس ، 
مهاجرةً 
(على أجنحة من عقيق)
في دمائها طقوسٌ 
تشرب بحراً من حريق 
تركعُ للشمس
(تتخطى عُتمة الليلِ العصيب) 
في مقلتيها
جراحُ قلبٍ مرهقْ
(نضحتها خفقة نبضٍ)
على كف المغيب تُحلّقْ
(وحين يموج القمر الوردي)
تلملم ارتعاشاتها 
في فضاء ازرق
لعينيها هُدبان
هُدبٌ لست أنساه
إن اطلّ بهذا الوادي 
(ثملت حتى السواقي) 
سبحان الذي
أبدع المفاتن وسواه 
وسهم إذا شدّ وابله 
(خفقت قلوب العذارى) 
فلا تلوموهنَّ
مُقلٌ حارتْ ، 
ونحن اليوم ، 
في الشوق حيارى
لعينيها شعاعان
شعاعٌ تضوّعت فيه العطور
(كأنما تُسقى مشاربها من الريحان )
و إطلالةُ فجرٍ
تلوذُ بين مساربِ الأجفان
لعينيها مقلتان
مقلة هتكتْ 
ضبابَ الحاسدين
وشهقةٌ شدّت على السمّارِ 
عصف حنين
قالت تحاورني : 
البحر يومانْ
قلت ، 
(وسياط الريح تلسعني)
يوم ، 
فيه اللؤلؤ ينامْ
سأقطع ساقه 
(وأرحل على عكّازٍ أصنعها)
من بنفسجٍ بسامٍ وجذلان 
ويوم ،
يستظلّ السحر 
(تحتَ خيمةِ الزهر)
يتوسّد جزر المرجان 
يناجي حورية 
ترنو الى القلوبِ بالاشجان
وأنا كل مساءْ 
كنت على الوسادة
أرسم ظلها :
(ياسٌ وياسمين .. لرمشها اليمينْ 
ياسٌ وجلّنارْ .. لرمشها اليسارْ )
وكنتُ في الصبحِ 
أمسحُ الغبار عن نجمةٍ
تبثّ هواها 
(قبلة للأصيل في الخدود 
في دفء اللقاء
في عطر الورود)
(*)جلنار تعني زهر الرمان
(**) القصيدة محدثة
نشرت عام 2012 
في منتديات المعهد العربي
للبحوث والدراسات الاستراتيجية
التعليقات
(*) أميرة 
لا يسعني سوى التأمل فيما كتبت بين التردد والاقتناع أن كلماتك ليس المراد بها أن تكون كلمات عابرة ، بل هي رسالة قصيرة تبعثها لشخص ما وبمصادفة جميلة ، جميع من يقرأ هذه الكلمات 
ويتمعن بها النظر سيحس انه ذاك الشخص ، فهل الابداع لديك يحيط الجميع بما تشعر أم ماذا ؟
سيدي الفاضل / عبدالوهاب محمد الجبوري
أختيار موفق للكلمات وتناسق مدهش
ولا أريد أن اخوض كتيرا حتى لا أفسد هذا القصيدة الرائعة ، لا تبخل علينا بالمزيد ..
وتحسب انك جرم صغير وفيك أنطوى العالم الأكبر
لـ سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
(*) عبدالوهاب محمد الجبوري 
اشكرك جدا على ملاحظاتك واسعدني مرورك الذي طالما احتفي به ، ومن يدري قد تكون القصيدة تصور شاعر لحالة مفترضة ، قد تكون حصلت او ربما ستحصل في مجتمعنا ، على العموم اشكر اهتمامك واحي فيك قدرة التحليل والرؤيا الثاقبة للامور .
مع خالص اعتباري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات