2017/10/12

الشعب هو المجني عليه قبلما ان يكون جاني بقلم ايمن غنيم


الشعب هو المجني عليه قبلما ان يكون جاني 
بقلم ايمن غنيم 
قيل بأننا شعب قد عاصر المحن ومات قهرا وهو الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة . علي أيدي أناس استخفوا بشعوبهم فأطاعوهم قهرا . حقا لقد ظلمنا دهورا ونحن صامدين . وقد تجردنا من كل النعم ونعيش القلق والأرق . مع كل إشراقة جديدة ننتظر الأمل ولا أمل . ومع كل فجر جديد نتطلع الي غد مشرق فيجئ الغد بوجع وألم مروع . يفسد حلو أيامنا. ويهدد فينا الأمن الذاتي ويهوي بنا في سحيق ومغبة ظلمة المجهول في خريطة صماء نبحث عن بقعة نستظل بها من معين الرحمات من الله . وطاقة عارمة تجعلنا نجابه الفساد السياسي والقيمي والأخلاقي . ونخرج من هوة لنسقط في هوة أشد وأفظع . ونتخبط مابين فلسفات رديئة إلى فكر عقيم يقودنا نحو الأسفل . أتدرون لماذا لأننا منذ بدء الخليقة ونحن نصارع الشر ويصارعنا . فيكسبنا جولة ونخسر جولات حتي أمام انفسنا منكسرين ومتكسرين . بلا معول نجابه جنود الباطل . ولم يكن بمقدورنا إلا الإستسلام والخضوع والإذعان للقهر الذي أوجودوه علي ملامح الحزن الأسود الذي ارتسم علي ملامحنا ومحي بريق الابتهاج والسعادة . وفرض علينا عادات رثة وقيم بالية لم تكن في عداد التكوين او الجين المصري لكنه تشكل من جديد في ظل حقبة زمنية أطاحت بكل ملامح انسانية وجدت في طباع البشر . وأبدلونا شخصيات ممسوخة لا جدوي ولا مناص منها . وبدون هوية مضينا . وأخذ كل منا يمتطي جواد فكره الجامح . وإحتدم الخلاف حتي صرنا شعوبا متقلقلة في داخل الشعب الواحد .
فتجد الورع والتقي والملحد والعربيد والشقي . كل الأضاد في آن واحد . وكل المتناقضات في بوتقة الحرمان والشبع حتي التخمة . وهناك من هم يتضررون جوعا . وهناك ممن يمتلكون كنوز الأرض أو مايعادلها . كل هذه الاختلافات جاءت من جين واحد . خليط من الهزلية وسخف من الجدية والخروج عن المألوف في العالم أجمع ..
لأنه بديهيا أن تتواجد التخبطية وعدم الإكتراث أو المجون في خضم الانعزالية التي اجهضوا فيها كل الآمال وأغتالوا فيها الأحلام وتحولت براءة الطفولة إلى زخم من الانحراف والشرود نحو الكهولة وهم في أولي عهدهم بالحياة . وإنزوت أحلام الشباب في خوض معارك ضارية في حصولة علي مطعمه وفقط . وبتروا سواعدهم . وأعاقوا حركاتهم وعرقلوا تحركاتهم وباتوا ينازعون انفسهم فأصابهم الهوس النفسي والإمتعاض عن الحياة بداخل أوطانهم جملة وتفصيلا . وإبتاعوا الهوي فهووا في الفساد والدمار اذا ما قادوا .وابتاعوا أنفسهم للشيطان اذا ما تفلتت قواهم وراحوا ضحايا المخدر وانتهوا علي اعتاب الإدمان وتلاشت عقولهم وتفاخروا بفسادهم . وظنوا بأن ذاك هو الخلاص . ألم يحق لهذا الشعب المسكين أن يجئ عليه يوما وهو باسما دون تصنع . وآمنا دون تمنع . وهانئا دون تنطع .فيا من تحكم بهوية الارتياح فأسلب نفسك كل أنواع الترف وأرني كيف ستسلك . ويامن تنقد الهوية المصرية ترفع عن هويتك وانظر لنفسك كيف تكون أنت . ولكن إن كل هذا الزخم من المعاناة وكل هذه الحقب التاريخية التي هلكت وأصابت ومحت أيكونة وهوية وقومية المصريين . لا يحل لهم أن تنال من عزيمتهم أو توهن عقيدتهم . او تصهرهم في التردي . لكن لابد وان يزيد من عزيمتهم بأن يتصدوا لتلك المحن وأن يتفادي تلك العقبات . في جلباب التقوي . وبعزيمة المؤمن الذي يزداد إصرارا علي الصمود كلما ألم به إستياء أو قنوط من حياة . لأن الله وعد عباده بأن لا يهنوا ولا يحزنوا لأنهم بصبرهم وجلدهم أمام تلك المحن بأنهم الأعلي . مهما ظن الناس أنهم في القاع . ولا يقنطوا من رحمة الله لأنهم لديهم الترف الايماني والحلي المحمدي والجواهر التشريعية التي تجعلهم أغنى الأغنياء . ولديهم الكرامة والكبرياء والشعور بالفروسية لاعتيادهم السلوك الديني واعتلائهم علي شهواتهم والتخلص من الانهزامية والاحساس بالهوان . مهما كان ومهما عصفت بنا الأزمان .
بقلم ايمن غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات