2017/10/12

((( متى تعود ..؟ ))) شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

((( متى تعود ..؟ )))
يا راحلاً ..

في ذلكَ الليلِ الطويلْ
وقَطَعْتَ مِيلاً بَعْدَ مِيلْ
ومظلَّةٌ سوداءُ في يدِهِ
وحقيبةٌ نَظَّمْتُها بيدي
ووقَفْتُ خلفَ نوافذِ الشُّباكِ
أنظُرُهُ ... و أنظُرُ لِلطريقْ
و تَساقُطِ المَطَرِ الرقيقْ
يبدو جَلياً بين أعمِدَةِ الضياءْ
و سَكينةِ الأشجارِ و الأوراقِ حَرَّكَها المَطَرْ
ورُطوبةِ الأنسامِ سافَرَ في برودتها الندى
و تكاثَفَتْ فوقَ الزجاجْ


وبقِيتُ وحدي ...
فكأَنَّما أحلى حياةْ ...تَبِعَتْ خُطاك
وكُلُّ أوقاتٍ قضيناها و كُلُّ الذكرياتْ
كُلُّ الأحاديثِ الجميلةِ بيننا
مَن ليْ سِواكْ ... مَن ليْ سِواكْ
أنتَ الذي أحييتَ قلبي في هواكْ
و مَنَحْتَني الحُبَّ الذي...لولاهُ
ما اهتَزَّتْ ورودي في رُباكْ
و مَنَحْتَني أَحلى حياةْ
أحلى الأماني الرائعات
أنتَ الحياةُ ...
فليس يَعْنِيني بها شيءٌ سِواكْ
لا شيءَ بَعْدَك فيهِ نَبْضٌ لِلحياة
غير الحنينِ إليكَ غير الذكرياتْ
فأَراكَ حولي تملأُ الدنيا ابتسامتُك الجميلةْ
إذْ كُلُّ شيءٍ حينَ أنظُرُهُ أراكْ
فمتى ستبتَسِمُ الحياة...؟
و تزيحُ أيامَ الفراقْ
فالوقتُ أثقلُ ما يكونْ
بين الأسى بينَ الظنونْ
و خواطِرِ القَلَقِ المحطَّمِ و الشُّجونْ
و تخاطُرِ الأفكارِ يَهْتِفُ مِن بَعِيدْ
و تَتَابُعِ الأطيافِ أوقاتَ الرُّقودْ
فمتى تعودُ .. متى تعودْ ...
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات