2019/09/23

( عِندما تحزن القلوب ) بقلمي المحامي عبد الكريم الصوفي

( عِندما تحزن القلوب )
جَلَسَت حَزينَةً ما بَينَها الأزهارُ والنَراجِسُ
وَجهها شاحِبُُ ... وحزنها ظاهِرُُ تَشوبُهُ الوَساوِسُ
والخَميلُ كانَ مِن حَولِها ساكِناً ... أو عَلٌَهُ أخرَسُ
كَأنٌَهُ يُصغي إلى أنينِها ... ويَخنَسُ
والغابُ خاشِعاً ... يُرَتٌِلُ الدُعاء ...
أهزوجَةً تُرفَعُ لِلسَماء
وتَنحَني الزَنابِقُ ... في غُصنِها تَلينُ ... أو رَهبَةً توجِسُ
شاهَدتَها يُظَلٌِلُ وَجهَها ذاكَ الأسى ... والجَبينُ يَنكُسُ
وتَعكُسُ النَراجِسُ لَونَها في وَجهِها ... أصفَراً لا يُؤنِسُ
يا لَلصَفار ... قَد أشعَلَ في قَلبيَ ذاكَ الحَنين
ولِلضَميرِ. ... في رِقٌَةٍ يُناشِدُ خُلُقي. ... أو يَهمسُ
دَنَوتُ مِنها قائِلاً ... يا صَباحَ الياسَمين
نَظَرَت نَحوي ... وَجَفنها مُسدَلُُ ... يَنعَسُ
سَألتَها : هَل تَأذَنين ... بالقُربِ مِنكِ أجلسُ ؟
لَم تُجِب ... فَجَلَستُ قُربَها ... بِحِكمَتي أستَعين
لا أُظهِرُ رَغبَةً تُلِحٌُ في داخِلي ... ولا أتَحَمٌَسُ
قُلتُ يا لَرَوعَةِ الأجواء ... فَلَم تُجِب ...
فهالَني إهمالها ... وصَمتها ... يا وَيحَها حينَما تَخرَسُ
كيفَ أُنطِقُها ... لِغَضَبي أحبسُ ؟
تابَعتُ في الحَديثِ ... مُغَيٌِراً من وَقعِهِ ... أقولُ يا لَلشَقاء
قَدَرُُ في الحَياة ... أُصولَهُ تُؤسٌَسُ
رَمَقَت وَجهيَ بِنَظرَةٍ كَأنٌَها تَستَفهِمُ ...
قُلتُ غابَت غادَتي ... مكانَها لا يُعلَمُ
تَهَدٌَجَ صَوتَها ... وبَكَت ... تَلطُمُ ... وكَذا فارِسي ...
أجَبتها : ما الذي أصابَهُ الفارِسُ ؟
مَسَحَت دَمعَها كَأنٌَما قَد شاقَها التَكَلٌُمُ ...
فُقِدَت آثارهُ ... وأجهَشَت ...
واسَيتها قائِلاً ... حالي كَما حالَكِ ... أو رُبٌَما سوادَهُ أعظَمُ
فأشفَقَت لِحالَتي ... حَسِبتُها من فَرطِ إحساسها سَتَلطمُ
لكِنٌَها تَماسَكَت ... وعَلى حالَتي أخَذَت تَستَعلِمُ
صارَحتها ... لَيسَ لي من غادَةُُ ... وأنا أُقسِمُ
قالَت ... وهَل تَسخَرُ من حالَتي ... يا لَهُ التَهَكٌُمُ ؟
يا لَكَ من فارِسٍ في طَبعِهِ يَظلِمُ
أجَبتها ... إنٌَها وَسيلَةُُ بَريئَةُُ... من أجلِكِ ...
فَهَل تَرينَ أنٌَني أجرِمُ ؟؟؟!!!
أُخَفٌِفُ عن قَلبكِ تِلكَ الهُموم ...
فالهَمٌُ في قَلبِكِ يَجثُمُ
أطرَقَت ... بِفِكرِها تُسهِمُ
رَمَقَتني فَجأةً ... وهيَ تَكادُ تَبتَسِمُ
قالَت ... فارِسُُ طَيٌِبُُ ... كَأنٌَكَ لِلجُروحِ بَلسَمُ
وأشرَقَ وَجهها وأسبَلَت لي جَفنَها
قُلتُ في خاطِري ... وَيحاً لِعَقلي حينَما لِلخِطٌَةِ يَرسمُ
هَل ما أراهُ مِن تَبَدٌُلِ حالِها عَجَباً ؟
أم أنَهُ تَعويزَةُُ تَسوقها الطَلاسِمُ ؟؟؟!!!
تُجيبني خبرَتي وما أعلَمُ ... لا تَنشَغِل بِتِلكُمُ التَراجِمُ
رَمَقتها بِنَظرَةٍ ... فَهالَني التَبَسٌُمُ
قُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَها خبرتي جاوَزَتها الأنجُمُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات