2019/09/08

حوار بين القلب والموت-للشاعر عطار النعوري

حوار بين القلب والموت

لـقد أكثرت
في مرثيـة المـستأسد الشامـي

فـلا أشـكو إلى الآنـام
ما أشـكو إلى الحـامي

لبئـس الـقول
يتركـني لما
يكثر أوهـامي

متـى أقـلع عـن هـمي
متى يا سهمي الرامي

________ 2 ________

وقـال المـوت
وهـو يزف للقـلب الذي نكرا

لمـاذا
لم تسر سيري
ولم تركـن لما إندثـرا

فلـو قلدتني
ما كـنت أترك
موكبـي العطرا

ولاستـنشقت
واسنتـظرت
كيـف أقبل الـخطرا

فأنت
الـبلوة الـعظمى
وانت بسـكرتي أحـرى

________ 3 ________

وكان القلـب ذا فخر
وذا بهو فما امـتثلا

ولا ارعـبه
الوعـد من الـموت
الذي احـتفلا

فـقال له
لقـد أخمـدت حبا فانتهى جـللا

وقد ثابـرت
لكـن كنت
ترضى السـقم والشـللا

________ 4 ________

وكنـت
تظننـي الجائر
لا يهوى لك العـرسا

فرحـت
تقل في الـعلات
قلا يذبـح النـفسا

وما كانت
سوى الـبأس
الـذي يقتتل البأسـا

لـقد كان النعـيم الجـم
في وهج الأسى غرسا

________ 5 ________

فـماذا
يرقب الـقلب
اذا الهـم ارتضى الـقلبا

اذا هاجـمه الإسـفاف
واستكبر و استغبـى

وآثـر أن يكـون الخير
يسترضي البلا الـضربا

ألم تقـلع
وقـد عاينت
أن ارسـلك الـسربا

________ 6 ________

كأن هنـاك
من يـروي
ما قالاه فانتـظرا

لقـد كان
المغـيث الـحي
وهـو السر إن جـهرا

وقـال
كلاكـما في الفسق
والإذلال قد سـهرا

فلا المـوت الذي عـاد
ولا القلب الذي ظهرا

✒نعوريات
من مجموعة (قلب على زاوية الإنحدار)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات