2019/09/26

أذهَبتَ في حُمرةِ الصَّهباءِ ترياقي--الشاعر عفان سليم

أذهَبتَ في حُمرةِ الصَّهباءِ ترياقي
فأمنُن علينا بكأسٍ أيها السَّاقي

جَفَّتْ ينابيعُنا في كلِّ بادِيةٍ
وما تَبَقَّى لأسبابِ البقا باقِ

مُذْ حاصَرتنا عُلُوجُ العُربِِ في وطَنٍ
تَحَرَّقَ الشَّعبُ جُوعاً أيُّ تِحرَاقِ

إذ باتَ كالليثِ مطْمُوراً بهَيبَتِهِ
والعَجْزُ يَلْتَفُّ منهُ السَّاقَ بالسَّاقِ

مِن بعدِ أنْ زَلزَلتْ في الأرضِ زَأرَتُهُ
وأخضَعَتْ كلَّ سَرَّاقٍ وطَرَّاقِ

أضحى حسيراً كسيراً ظامِئاً صَخِباً
على ضِباعٍ تَسَامتْ بينَ أحداقِ

لاتَأسَفَنَّ على شَعْبٍ بحكمَتهِ
كالماءِ في الحَلقِ للبُعرانِ غَسَّاقِ

سينهضُ الشَّعبُ مهما طالَ مرقِدهُ
ليُخمِدَ العُهرَ في أنفَاسِ أبواقِ

يامَنْ لهَدَّامَةٍ خذَّالةٍ سَبَقَتْ
بالغدرِ والفِسقِ زَحفَاً كُلَّ سَبَّاقِ

إليكَ أشكو سُعوداً مُنذُ أن وثَبتْ
في أُمَّةٍ مالها في الأرضِ مِنْ رَاقِ

إلّاكَ يامَنْ تَرَى ذا النَّقصِ مُدَّعياً
زَيادَةً جُرِّدَتْ مِنْ ثَوبِ أخْلاقِ

أليسَ هم مَنْ أناخوا مَجدَ أُمَتِنا
فهَروَلتْ بعْدَ تحْلِيقٍ و إشرَاقِ

إني لأبكي على ماضٍ رُزِئْتُ بهِ
وأسكُبُ الدَّمعَ مِن غيداقِ مِهراقِ

يَقتاتُني الصّبرُ يافَردَاً أعوذُ بهِ
مِن شَرِ بؤسٍ وتَقتِيرٍ و إملاقي

في موطنٍ هَدَّهُ جهلٌ ومرَّغَهُ
غُرابُ بينٍ تَهادى وابنُ نهَّاقِ
—-—————
عفان سليم 25/9/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات