2016/02/24

(الرزمة الماليه) بقلم/رفعت بروبى.

قصتى القصيرة - ضمتها -مجموعتى القصصية (الأولى // والوحيدة ) ، سبق وأن فزت بها بالمركز (الخامس على مستوى مصر ) عام 1998 م بمسابقة المجلس الأعلى للشباب والرياضه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الرزمة الماليه) بقلم/رفعت بروبى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راح (منصور ) يسابق الريح متجها(للبنك) فاليوم موعد حصوله على (القرض المالى) والذى سيحل له كل مشاكله ،دلف من الباب الرئيسى،دقائق معدوده وحصل على (الرقم ) المنظم لعمليات الصرف ، حدّق فى الرقم ،أمامه أكثر من مئة شخص ليتقدم لشباك الخزينه جالت بفكره إمكانية تناوله لفنجان قهوته اللذيذة بالمقهى العتيق والمجاور لمبنى البنك ، اتخذ خطواته السريعة متجهاللمقهى الذى ضم صورا للعديد من عظماء مصر، أعلى مقعده الذى جلس عليه ، جلس الزعيم سعد زغلول فى كبرياء وشموخ وعزة ، إلى يمينه قائد العبور انور السادات ، إلى اليسار الزعيم جمال عبد الناصر، تنهد (منصور ) تنهيدات وتنهيدات!!! أعلى هذه الصور-وقفت كوكب الشرق شامخة شاخصة ببصرهافى الفضاء اللا منتهى ، (أوّاه يازمن الأصالة والفنون والأداب ) قالها لنفسه وهويطالع (النادل )الذى هرول إليه ، لاحقه بالاجابة قبيل تفضله بالسؤال (قهوه زياده )، انصرف النادل ، أشعل ( منصور) سيجارته ، راح يبث دخانهافى الهواء ليتمازج مع شعاع الشمس المتساقط من سقف المقهى - هذاالتمازج الرومانتيكى والذى كوّن عدة لوحات سريالية رائعة ، اطلق لفكره العنان ، ( وماذابعد حصوله على مبلغ القرض ، هل تفى هذه الرزمة المالية لقضاءعدة مصالح أسريه ؟هو مبلغ كبير ولكن الآبارالمفتوحة كافية لابتلاعه كاملآ ، فالثلاجة القديمة بحاجة لاستبدالهابأخرى جديده ، كذلك مصروفات ابنته بكلية الطب ،اضافة لسداده لإيجار الشقة المتأخرة والمتأخر عدة شهور ، علاوة على طلبات زوجته الطامعة والأملة فى تغيير الكثيرمن أثاثات الشقه التى انقضى ومضى وانتهى عمرهاالافتراضى بمرور الزمن وتسارع دقات السنين ،) حضرالنادل ، وضع -بأناقة - امامه الصينية الحاوية فنجان القهوة وكوب الماء المثلج ، انصرف، اسرع منصور بتناول رشفة من الفنجان ، وسرعان ماعاد منصور لمحادثة نفسه (هل يكفى هذاالمبلغ الوفاء بكل هذه المتطلبات ؟ ) تذكر شيئآهامآ ، هو كم يطمع فى اقتناء بدلة شتوية جديده ، فبدلته القديمة اكل عليها الزمان ،وشرب!!! ضحك بسخرية ، (دع البدلة الآن ، المبلغ محدود ولايسمح بشرائها) قالهالنفسه وهو يستلب نفسآ عميقآمن سيجارته ، راح يحادث نفسه ( الأولوية لسداد ايجار الشقه المتأخر ) لن يستطيع أن يعد ( المالك ) وعودآ أخرى بالسداد ، سيرفض بالطبع، سيرفض أن يصبر على تأخيره ، فقد قالتها(أم كلثوم ) من قبل ( ماتصبرنيش بوعود - وكلام معسول وعهود ) نظر لصورتها المثبتة أمامه بالمقهى ، ارتد بصره للأرض ثانية وكله حسرة وألم ،رمى ببصره خارج المقهى بطيقة عشوائية ، لمح فتاة تتأبط ذراع شاب فى مثل سنها، يتضاحكان ، تبسّماللحياة ، تعشّما -خيرابالنسبة لمستقبلهما!! تذكر شدو (أم كلثوم ) ( ياسلام ع الدنيا وحلاوتها- ف عين العشاق) ، أبدل قولها الرومانسى بقوله الواقعى قالها بصوت مرتفع بعش الششيئ :(ياسلام ع الدنياوضيق حالها- ف عين المحتاج ) أفلتت منه - دون وعى - ضحكة ساخرة - مزّقت سكون المكان ، لاحظهاأحد الجالسين بالمقهى ، تنبه - منصور- لما احدثه من هرج ، أسرع بلملمة ضحكته ، عائد - الرزانته ووقاره ،وهدوئه ، اسرعبارتشاف ماتبقى فى فنجانه ، نظر لساعته ، نهض بسرعة ،حضر النادل ، نقّده ثمن مشروبه، أطلق العنان لساقيه متجها - للبنك ، جلس على أقرب كرسى- دقائق معدوده وحان موعد تقدمه لشباك الخزينة ، وبخطى سريعة أصبح أمام الشباك ، سلّمه موظف البنك - رزمة مالية كبيرة الحجم - أمسكها منصور بيد مرتعشة،سقطت منه على الأرض،فانقض عليها - منحنيا- ليلتقطها- اختل توازنه ،فسقط من على(سريره) مصطدمآ بالأرض ،!!! تنبه لنفسه ، بسمل، وحوقل ( اللهم اجعله خيرا)قالها لنفسه وهو ينهض من كبوته ، فعليه هذاالصباح الذهاب للبنك لتقديم طلبه ليبدأ بعدها -متابعة عمل - بقية الإجراءات البنكية - كى يحصل على - رزمة مالية -من البنك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات