2016/02/25

الأسير. بقلم // أحمد بدر مهدي

الأسير.
الأم تقف على عتبات منزلها صباح كل يوم منذ عشر سنوات للانتظار والأب يتأمل شجرة الزيتون عندما يأتى المساء، الأخ الأصغر ينتقى خير حباتها لتصفيتها ليخرج الزيت الغني الذي تعشق رائحته بنت أخيه الأكبر الأسير
لون أوراق الشجرة ازداد شحوبا على شحوبِه
إنثناءات نواة حبات الزيتون تمددت فأصبحت
كهيكلٍ سرطانى متشعب،الصباح اختلطت ملامحه بالمساء، والأم خسرت زيتونها وعمرها أمام منزلها، الأب يُومئ...

بلغة الإشارة والابن الأصغر متفائل بحذر، أما طفلة الأسير فتطيل شعرها الأسود الغزير يوماً بعد يوم فعمرها من عمر سنوات الأسر لأبيها. حبات الرمل المبللة أمام المنزل صباحًا ومساءً مِن الماء المختلط بالورد تنتظره، إشارات الأب والزيتون المصفى وتفاؤل.الحي ورائحة.البنت الذكية.وبائعو الخبز والأوانى الفخارية والأم الودودة جميعهم ينتظرون
كانتظار فاتح القسطنطينية.كانتظار رجل أبيض الوجه والقلب.
أحمد بدر مهدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات