2016/02/26

قصة..ناصر توفيق

مفردات السعادة
قصه قصيره
بقلم/ناصر توفيق
خرج من البيت غاضبا مغاضبا كعادته. أسرع في خطاه كي لا يسمع كلمات أمه التي تحثه علي ترك صحبة السوء والتقرب إلي الله بالصلاة والدعاء. كانت كلماتها وخزات ضمير تشكه شكا. تمتم في نفسه هي تظن أني لا اعرف الصواب من الخطإ. ماذا تنتظر من شاب نشأ فقيرا بلا مال أو سند. بالكاد أنهى تعليمه . بحث عن عمل بلا جدوي. أصبحت حياته إما نوم وإما سهر مع أصدقائه يلعبون الورق ويغيبون عن الوعي ببعض أنفاث الدخان المنبعث من "الشيشه" المعمره بالحشيش .لا يدري لماذاتتصاعد مشاكلهم مع خيوط الدخان التي تعبق المكان. ربما كان الوهم وربما هي رغبه ملحه منهم في الهروب. اقترب من القهوة وكلما ابتعد عن البيت خف وخز الضمير مع تلاشي صوت أمه في المنزل. عندما وصل القهوة كان كل أصدقائه حاضرين إلا احمد.. صديقه الأقرب بينهم. قال لنفسه لعل المانع خير. بدؤوا اللعب وتعالت ضحكاتهم التي غدت لا تسمع إلا علي القهوة.انتهت ليلتهم لكن احمد لم يحضر. ربما كانت المرة الأولي التي يغيب عن سهرتهم اليومية. كان هاتفه مغلق .ربما أثر ان يسهر بالبيت تلك الليلة .ذهبت للمنزل متمنيا ان تكون الوالدة نائمة .يكفيه وخزات النهار.القي جسده علي الفراش ولم يستيقظ إلا ظهرا علي صوت أمه. خالد خالد هاتفك رن كثيرا. ربما هي المرة العاشرة.استيقظ متثاقلا .رد علي الهاتف كي يتخلص من إزعاجه ويعاود النوم.كان اخو احمد .نعم ماذا كيف .كان مرتبكا لا يعرف ماذا يقول.سألته أمه .ماذا هناك خير يا ابني.أصابه الذهول لحظات. احمد يا أمي.احمد مات بالأمس.لا حول ولا قوه إلا بالله. البقاء لله يا ابني . كيف اختطفه الموت وهو شاب صغير يتمتع بالصحة .يا ابني إن الموت يأتي بغتة ولا يعترف بالأعمار. بالليل ذهب ليتلقي العزاء في صديقه. كان القاريء يرتل القران وهو منصت منذ زمن لم يستمع للقران. اخذ يقرا ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما.بكي طويلا وكأنه يسمعها للمرة الأولي.كم أخطأ في حق أمه.تلا شيخ آخر ولا تقنطوا من روح الله.استغفر الله .عندما انتهت التلاوة .تقدم احد المشايخ وألقي عظه عن الحياة والموت ولذة القرب من الله والاستعداد ليوم آت آت فالحياة قصيرة.زادت وخزات الضمير .شعر انه كان ميت علي قيد الحياة.قرر أن يعيش حياته بشكل مختلف.عندما دخل البيت القي السلام علي أمه.وقبلها طالبا منها الدعاء.احتضنته أمه باكيه. شعر براحه نفسيه كبيره..طلب من أمه أن توقظه لصلاة الفجر. رأي تجليات الفجر ونسماته...عالم جديد عليه .أمل ولد لديه مع إشراقه الفجر الندي.صمم إلا يستسلم لليأس مره أخري.سيبحث عن عمل أي عمل شريف. لن يتخلي عن تلك السعادة أبدا.فقد تولد من رحم الموت حياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات