2016/04/30

الوجع............قصة قصيرة بقلم الاديب /رشاد الدهشورى

الوجع............قصة قصيرة
يتملكنى احساس بالضعف ..ارتدى ملابس الحداد على الروح المشنوقة يالجسدالمعتم الملبوس يالشياطين..
اتجرع كئوس الاسى واصارع الام الساق المبرحة..اتشبس بالدنيا وارقص على موسيقى الالم الحياتى المتجدد كبرعم نبات شيطانى ..الشجرة الوارفة التى كنت استظل بها تكلست وزبلت ..وحبل الامل الذى اشد بة ظهرى انزلق حتى قبض على عنقى فزادت عيناى جحوظا وشاب شعر رأسى..
اجرى على كل السكك والفظ اخر انفاسى بين احضان امرأة ممصوصة متخشبة الصدرتجنى اخر انفاسى واخر مليم فى حيبى ..وتتغامز هى والمرأة المفلطحة سيدة المنزل ..
(شاب مسكين فى زمن اغبر ..)
.اضحك كلما ترنح الجسد بين احساد السكارى البهاليل المخابيل ...اتحامل على ساقى المسكونة بالوجع والقى بجسدى فى دوامة من الفوضى الغير خلاقة وانام قتيل بلا رأس..وفى الصباح استيقظ ابحث عن رأسى الملم اشلائها افتش فى فراغاتها المعتمة عن لمحة امل اوبارقة فرح فاجدنى نسيت كل الاشياء وكرهت كل الاشياء ..
..حبيبتى زهرة بيضاء لااعرف لماذا تصر على الارتباط بمخبول..ملامحة مجنونة ورأسة فارغة ...حتى موعدها نسيتة ..لست متأكد هل احبها ام اكرة نفسى ..تلك المرأة الممصوصةلحست مابقى من عفلى وكأنها شيطان تلبس جسدى ..اندفع اليها كل ما اجهدنى القهر..افترسها وكأ،نى آاقهر العالم فى جسدها ...
..نهضت خارج غرفتى..فتحت نوافذ قلبى ليدخلة ضوء الشمس ..اشم رائحة شجرة الياسمين الوحيدة التى تتأبط شباك غرفتى ..مددت يدى لااقطف زهرة ..زقرق عصفور ..لماذا تصر على الموت....
...تراجعت يداى وكأن عصفورا ينقر قلبى ..صورة حبيبتى مرسومة فى تفتح كل الزهور..وثمة نسمات رطبة تدور حول عنقى ..احسست وكأن جمجمتى مسكونة بالضفادع.
توضأت وافترشت سجادة الصبر لااصلى..واستعذت باللة من الشيطان الرجيم
..استولت المرأةالماجورة على جمجمتى...تلبستنى..
..احسست ضيقا فى صدرى ورائحة قذارة تفوح من فمى ..حاولت ان اتقيئ نفسى ..
دلفت الى غرفتى ووقفت امام المرأةللحظات وثمة شيطان يتأملتى..
جلست احتسى شاى الصباح واخى الاكبر يتصفح جريدة يومية.
قال وعلى وجهه ابتسامة كشروق الشمس..
--بعد الصلاة سنذهب لزيارة اهل خطيبتك.
اجبتة بالصمت وثمة اغنية هزلية تترددفى الراديو..رأيت علامات الضجر فى وجهة..
.غرس وجهة فى الصحيفة..متعجبا ..
ثرى عربى يتبرع بمليونى دولار لبناء حمام سباحة للكلاب فى بريطانيا...
شدانتباهناصوت الراديو واحدهم يقرأ نشرة الاخبار.
----مقتل اكثر من الف عربى فى غارات اسرائيلية على غزة..
حداد عام فى بريطانيا لموت قرد من النوع النادر
ناولت اخى كوبا من الشاى.
..مقتل اكثر من خمسة جنود فى حادث ارهابى فى سيناء
سكت المذيع وكانت اخر رشفة من الشاى مرة بطعم العلقم
.عاودتنى الام الساق المبرحة..مرضغريب يهاجم اطرافى..يقضم ساقى اليسرى يشطرها من شدة الالم....
.دخلت اختى وعلى وجهها حمرة الخجل وابتسامة فرح طفولى..سلمتنى دعوة عرس تركها لى صديق..وقالت.
-نريد ان نفرح بك..
.لم يكن فى استطاعتى ان ابتسم ..
.تسللت الى غرفتى..تمددت على سريرى المتسخ وتمنيت لو انااام..احب النو م اعشقة لانة يشبة الموت....
.دائما كنت انتظرة ولا ياتى .. الموت مثلة مثل الوظيفة الميرى لاياتى الا بعد انتظار طويل ....ودائما كنت استيقظ ورائحة الموت تفوح من فمى ...الوجع وبعض البكتيريا التى لاتحب الحياة تنتظر لحظة خمول الجسد وتنهش فى لسانى وعظامى وامعائى .
.امسكت دعوة العرس فى يدى ..تاملتها وارتديت جلبابى ..وانطلقت الى الطريق وكان عيونى مرمدتين ..بعض الناس ينظرون الى ساقى ويمصمصون شفاههم ..وبعضهم يضحك لقصرها وعدم ملائمتها مع جسدى ...
.اندفعت ناحية قرية صديقى وصورة ابى محفورة فى جمجمتى ..صوتى يطاردنى ..ابتسامتة المحيرة ودموع القهر فى عينية ...كرموة بعد اصابتة فى حرب 73 ثم نسوة ..كان يبكى كلما تت زكرى حرب اكتوبر ..يتحسس زراعة المبتورة ويبكى
لم يكن حنديا عاديا حارب فى النكسة والاستنزاف وشارك فى حرب اكتوبر انتصرت مصر وانهزم ابى ..ابى مات وهو يبكى وكانت اخر كلماتة الارض الارض ..الوطن الوطن ..
.مشيت فى طريق المقابر النجة الى القرية ..الم يمزق ساقى ويجرنى الى الوراء ..السكون يسيطر على المكان ورائحة الموت تصيب القادم بالرهبة ...اشتد الوجع وكانة غول يهاجمنى فجاءة ا قاوم واشق الطريق الى عرس صديقى
.اقاوم وقدماى تنغرس فى لحم الموتى الذى تحول بمرور الزمن الى تراب ..سبخ بنى يملاء الطريق بين المقابر ..اقاوم السقوط ..اتشبس باخر ما بقى لى من انفاس ..افتح فمى بصرخة مدوية تمتدالى الفراغ..يغطينى الظلام والصمت
.وعينا جدى تطل الى من مقبرتة .
--سلامتك يا ولدى ..
.احسست شوقا يشدنى الى المقابر..وقفت صامتا امام مقابر العائلة.اتامل شجرة النبق العتيقة جوار قبرجدتى ل امى ..وشجرة الصبار الشائخةاما قبر جدتى..فرات الفاتحة وعيون ابناء عم عزوز التربىترقبتى وايديهم ممدودة
وافواههم مفتوحة فى استجداء
---هات الرحمة هاااااات
.اشتد الوجع وكان ساقى فقدت ..ترنح الجسد..هوى على الارض..تمرغ فى لحم الموتى..ويداى قابضتان على الفراغ..اصرخ بلا صوت..همد البدن..وافترش الارض ..والفم مفتوع عن اخرة والعينان..انسلخت من جسدى تماما وصرت خفبفا كفراشة .
.انطلقت اسبح فى الفضاء..تخلصت من جسدى والوجع واولاد عزوز الترب يصرخون..رحت اصعد الى اعلى..سمعت صوت ابى ينادينى واناس كثيرون ماتوا منزمن بعيد..نطرت وجة ابى ..لم يتغير نظر الى وفى عينية التماعة حزن.
--كيف الحال يا ولدى ..
.لم استطع الاجابة ..فقط تركت يدية ورحت اهبط اهبط ....جازبية الارض تشدنى بقوة ..احاول التشبس بالهواء فاطبق يداى على الفراغ ...تركونى اهبط ..احسست عتامة الجسد والام ساقى المبرحة ...
اسمع صرخات امى واخوتى..افتح عيناى بصعوبة ..الغرفة مظلمة.بالكاد اتبين ما فيها.نعش ..خشبة غسلالموتى ودلو فارغ وطست كبير مملوء بماء عكر ....اليدان مربوطتان والراس والفم والجسد ملفوف بقماش ابيض واخضر ..
..اشعر الما فى مؤخرتى وكان شيئا محشور فى فتحة شرجى....انفتح اباب الغرفة.واندفع اخوتى يبكون..ووقف اعمامى امام جسدى ورائحة الموت تفوح من المكان..والمراة الممصوصة المتخشبة الصدر تنوح بشدة...واخى يصرخ فى النائحات ان يكففن حتى لااحترقبصراخههن
.دخلت حبيبتى..لم تكن تصرخ مثلهن ..وضعت على صدرى طوق من الزهور التى احبها..طبعت قبلة على كف يدى ..احسست دموعها حارة ورايت الدنيا كرة تركل بالقدم.
لفونى بعلم الوطن ..ووضعونى فلى تابوت خشبى ..ولما حملونى تجاة المقابر احسست بالفرح...شيئا واحدا كان يرعبنى..ان ياتى احدا من النصف المظلم من العالم ويسرق اكفانى وعلم الوطن ..
.
....................................رشاد الدهشورى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات