(فأينَ نعيشُ اليومَ والدارُ في لظى)
أيا قلبُ قلْ لي كيفَ أسلو بغربتي
وقد دَمروا داري بصنعاءَ والحجرْ
ودَمعُ اليتامي مَزَّقَ القلبَ والأسى
يُبَكِّي عيونَ الأهلَ والدمعُ اِنهمَرْ
شكوتُ جروحي والجروحُ دواؤها
إذا الشعبُ ضد الظالمِ الغاشمِ انتصَرْ
غزونا وعدوانُ الجوارِ يزيدُنا
مآسٍ ويُنهي ماتبقى من الأثَرْ
تحومُ علينا الطائراتُ بِجَوِّنا
وأحفاد فُرسٍ أعلنوا ثورة الغجَرْ
فقد أجمعوا كي يهدموا سُورَ مَجدِها
بكلِّ القوى والشعبُ ما أدرك الخطرْ
أيا قادتي ماذا أصاب عقولَكم
فكم من عزيزٍ من عنا فقرِهِ انتحرْ
وكم يُتِّمَ الأطفالُ، كم أمُّ أجهشَتْ
وكم فرقتْ حربُ المناصبِ مِن أُسرْ
فكم في نسانا اليوم بالحربِ أُرملتْ
وكم شيخُ يبكي إبنَهُ عاشَ وانتظَرْ
وكم من أخٍ يبكي فِراقَ أخٍ لهُ
وكم جارُ يبكي الجارَ والقلب انفطرْ
ديارُ العلا هُدَّتْ وكم من مساجدٍ
وحتى بيوتُ العلمِ والعلمُ اندثرْ
فقد هُدِّمَتْ أمجادُ داريَ كلُّها
وقد فجروا دربي ولم يتركوا حَجَرْ
فأينَ نعيشُ اليومَ والدارُ في لظى
وشعبي لقد هدتهُ ذي الحربُ فاحتضرْ
دعوني على حرفي أُلملمُ دمعتي
دعوني أسوقُ النفسَ للقبرِ في سَفَرْ
دعوني أموتُ اليومَ في ساحلِ النوى
على شاطئ الأحزان أو غيهبِ البحَرْ
فإن عشتُ في داري بغيرِ كرامةٍ
فموتُ الفتى أشهى من الذلِّ والقهَرْ
فلا أقبلُ العيشَ الرغيدَ بذلةٍ
ولو زينوا أرضي من الحُلِّ والدررْ
فايزالفقيه
4/8/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق