2019/07/28

على أهداب الرحيل للشاعرة ناريمان معتوق

على أهداب الرحيل أمنية/ناريمان معتوق

تقاسمت الوجع مع الحنين
لحظة غفوة من القدر
على مرمى ذاك الحب
يعاتب قلباً أحب
بعمق بإخلاص بوفاء
تكررت الأمنيات
تنهال عليّ بصمت موجع
حنين غائب وأحضان مقيدة
وحلم تكاتف مع الواقع
لحظة صمت
وامتثال أمام محكمة الحياة التي لا بدّ منها
نقشت في عمق الصخر كم تهواه
بصمت مؤلم
هروب لا مفرّ منه
تقلصت رغماً عنها الأمنيات
فكنت أنت هناك تزرع
الشوق في قلب استفاق من غفوة زمن
كانت ولا تزال أبدية
حملت بين ذراعيها شوقاً كبيراً
وتاهت بفكرها
رغماً عن القيود
ابتسم لها القدر ذات يوم
فكانت صدفة غريبة
صادفت من شغل البال لسنوات طوال
كم حلمت به
كم راودتها الأحلام قربه
سجين هوى
كم وكم من المرات انتشلت ذاتها من غربتها واستفاقت لحظة من ذاك الحلم المستحيل
فكان الهروب لا بدّ منه
ابتعدت وكلها شوق وحنين
ونظرات نحو الأمس
أصبح لها ذكرى ولكن
يا لها من ذكرى
حلم يجمعها معه
وبقيت لسنوات هاجسها الوحيد ذاك الطيف
ومرت السنون
وهو لا يزال هناك ينتظر ويبتسم ويتأمل طيفها
يسأل عن حالها وعن حياتها
وعن حاضرها لا يهمه
سوى الإطمئنان عن محبوبته
تلك العاشقة التي أُبعدت قصراً عنه
فكان هو هناك وكانت هي مع ذاتها تتأمل
كم خانتها قواها لحظة تقرير مصيرها
رباه هل اخترت الصواب
أم كان هو سبب سعادتي
رباه هل آلمته ببعدي عنه
رباه...
ومضت السنين وهو على هذا الحال
الى ذاك اليوم المشؤوم
التي اغتيلت كل لحظة جميلة في حياتها
وأتاها خبر يقين بمرضه
وأن له شهور وأيام معدودة
بكت بحرقة عليه
تألمت بكت لحاله
ومضت سنة على ذاك الحال
مع إنتظار
و
موت محتوم
وقدر لا بدّ منه
وأتى يوم كان...
تأملت أكثر بما ستقوله له يوم مولده
حاولت أن ترسم البسمة على وجهها ولكن أبت
وها هي تسمع الخبر
ذاك الذي انتظرته منذ سنة
حاملة اليأس بكلتيّ يديها
آآآآآآآه
ها هو بين الثرى حلمها حبها
وروحها
لا وألف لاااااا
لن تقدر أن تراه ولا أحد يسأل عنها
ولا يطمئن عن حالها
ولا من يهديها الضحكة عن ظهر قلب
رحل وبرحيله يعني موتها
يعني بُعدها عن الواقع
يعني أنها تفقد كل محب لها
ربي ارحمه واجعل الجنة مثواه الأخير
ربي ارحمه...

ناريمان معتوق/لبنان
‏الجمعة, ‏15 ‏تشرين الثاني, ‏2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات