2015/07/31

المقال الثاني عن ( فن الرواية ونقدها ) بقلم د. طارق رضوان

المقالة الثانية عن
فن الرواية ونقدها
بقلم د/ طــــارق رضـــــوان
كتب جون بولان في (ازهار تارب) معرفا هذا الفن الجديد الذي يصبو الي الادهاش والمفاجأة ويرفض التكلف قائلا : (ان فنوننا الادبية قائمة علي الرفض) وعلي هذا فمهما كانت الشكوي ومهما كان الأسف ومهما كان الحنين الذي يمكن ان نعارض به هذه الحدة التي تجعل الرواية اليوم واخزة كثيقة ، والمأساة مباشرة فذة واللهجة قلقة وقحة مبالغة في الجد او في السخرية اللاذعة ، وعارية من الانضباط والاناقة ، فلن نستطيع في النهاية الا ان نجيب كما قال البارون لويس (حققوا لي سياسة حسنة ، اضمن لكم مالية جيدة)
وهذا لايرجع الي ان الادب هو مجرد انعكاس للشروط الاقتصادية والسياسية والي ان وضعا معينا يمكن ان يولد شكلا ادبيا معينا ، انما علينا ان نبحث عن اسباب وان نكتشف تأثيرا متداخلا متبادلا ، بألادب يستطيع ان يعكس تطورا قد تم ، كما يستطيع علي النقيض من ذلك ان يتنبأ بعالم سيولد
وقد لايبدو هذا الكلام جديدا بعدما تناولها أي. أم فورستر في تعليقه علي تلكؤ جيله في التجاوب مع المتغيرات الجديدة فيقول : (ان احد الاسباب التي دعتني للتوقف عن كتابة الرواية هو ان السمة الاجتماعية للعالم تغيرت كثيرا ، كنت معتادا علي الكتابة عن العالم ذي الطراز القديم بمنازله وحياته العائلية وصفائه النسبي ، كل ذلك راح وولي ، وبرغم انني قادر علي التفكير بالعالم الجديد الا انني لا استطيع وضعه في رواية)
وهذا ما يجب ان يقال عن كتاب الرواية امثال جيمس جويس وفرجينيا وولف ذلك (انهم طوروا شكلا معقدا محفزا لاستثارة الذكريات والعواطف مأخوذا من تعقيد الحياة وهم جميعا حاكوا الحياة بما قدموه).
ان الاستخدام البين لاسلوب ما وراء الرواية مشتق من النقاشات الحديثة عن الوعي والواقع ، اذ استخدم عدد من التسميات المعروفة لوصف ما وراء الرواية المعاصرة منها : الذات الواعية، انعكاس الافكار والمشاعر الذاتية ، انعكاسية الذات) ، الانطوائية ، النرجسية او التمثيلية الذاتية (المستقلة) كما يمكن ان يسمي بعض من ادب ما وراء الرواية المعاصر ايضا بفوق الروائي ، الادب المزيف ، الادب الباروكي الحديث ، ادب ما بعد الحداثة او غير الواقعية . وغالبا ما ينتهك مؤلفو ما وراء الرواية مستويات السرد من خلال التأثر الذاتي بالشخصيات الخيالية او التدخل عنوة للتعليق علي الاحداث وغربلة الواقع بتأكيد استحالة وجود حقائق مطلقة . والمساءلة الصريحة عن كيفية نقل الفرضيات والتقاليد السردية اضافة الي مخاطبة القاريء مباشرة دونما حاجة للجوء الي اسلوب المؤلف المختبيء او المختفي . ولذا فقد وجدنا من يعد هذا الضرب الروائي خروجا علي الاعراف والتقاليد السردية والتخيلية ، وهناك من نظر اليه بوصفه رواية مضادة Anti-Novel او رواية مقالة ادبية واجتماعية ، بل ان البعض راح يتحدث عن موت الرواية
ان الاعمال التي تسمي بالمخطط التاريخي لما وراء الرواية ، هي اعمال واعية فيها امكانية عكس المشاعر والافكار الذاتية مع اهتمامها بالتاريخ ، فالمدونات التاريخية المبكرة تحتوي عناصر روائية هي مزيج ضمني للحقيقة والخرافة . فتكوين كلمة تاريخ بالانكليزية نفسها تتضمن كلمة قصة History - story علي انها تأخذ جذرها اساسا من كلمة تاريخ التي جاءت لتمثل الموضوعية ، موضوعية الحقيقة ، اما الرواية فجاءت لتمثل ذاتية الخيال . وهذه الاعمال بأختصار تمد جسرا بين الاعمال التاريخية والادبية من خلال توحيد واندماج الجنسين ، اذ يفتح ما وراء الرواية للمخطط التاريخي نوعا من المعبر والنفق الزمني الذي يعيد اكتشاف المدونات التاريخية لاشخاص عانوا الكبت وطمس الهوية في حقبة زمنية محددة . ان هذا اللون من التجريب الذي وجد طريقه في المرحلة الاخيرة الي فضاء البنية السردية في ادبنا الروائي القصصي متمثلا في روايات عراقية مثل (سابع ايام الخلق) لعبد الخالق الركابي و (همس مبهم) لفؤاد التكرلي ، وفي قصة احمد خلف القصيرة الطويلة (تيمور الحزين) وغيرهم ، والذي اثار لدي البعض الاعتراضات والتحفظات . ففي كتابه (بحوث في الرواية الجديدة) يقول ميشيل بوتور (نكتب دائما من اجل ان نقرأ) فيما يتحدث النقاد اليوم عن القطيعة المتزايدة ما بين الكاتب والجمهور والتي سبق ان عبر عنها الرومانسيون بطريقة فيها الكثير من الفجاجة .
مقاييس نقد الرواية
أولا: مقاييس نقد المعنى
1- الصحة أو الخطأ
2- الجدة والابتكار
3- العمق أو السطحية
ثانيا: مقاييس نقد العاطفة
إذا كانت قوية أو ضعيفة
ثالثا : مقاييس نقد الخيال
1-صورة بسيطة
2-صورة مركبة
رابعا: مقاييس نقد الأسلوب
1- نقد المفردات:
أ- سلامة الكلمات
ب- دقة استعمال الكلمة
ج- إيحاء الكلمة
2- نقد التراكيب:
أ- الأسلوب الجذل أي الصعب
ب- الأسلوب السهل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات