2015/07/30

ليتك تاتي البارحة للشاعر جلال كاظم

ليتك تأتي البارحة
ما عاد حضورك اليوم يُغريني
ولا هاتفُكٓ يعنيني
بعدما هجرتني
كميناءٍ قاحل النوارس...

غريبٌ بين امواجه
طفلةٌ تنزفُ بين الرسائلِ نائحة
أنا ياسيدي المغوار
لا أبحثُ عن الانتقام
ولا أُفكرُ بالانتصار
أو استجدي دواءاً لجُرحي
بل أُفتشُ عن قُنبلةً من النسيان
تُزيلُ صورتك من خيالي
وتمحو عطرك من أشيائي
وتغتالُ بأنفاسي الرائحة
فليت أيامك العجاف ثوانٍ بعمري
وليت حروفك في صفحاتي
مُجرد فاصلةٍ
أو شارحة
وليت عقلي يلجمُ جنوني
ويجلدُ هوسي
ويقيدُ أفكاري المُتآمرةُ الجامحة
آهٍ لو أن السيوف قطعتني
والدواهي بعثرتني
لأرحمُ من ذُل رحيلك
وتلك الاتهامات الجارحة
أيُ حُزن هذا الذي يكوي فؤادي
وأيُ أسى
يقدرُ أن ينتزع مني سراباً
أغرقني
سنيناً
وخلفني مركباً
محطم الشراع
و وجهٌ لا يعرفُ الابتسام
ودموعٌ لو نزلت على زهورها
مالحة
أيُ وصلٍ هذا الذي جئت تبحثُ عنه
ما كنتُ أعلمُ أنك ساذجٌ
عزائي بأني عشقتُ وهماً
فعُد يا غبيُ من حيثُ جئت
أنا اليوم ميتةٌ
فليتكَ تأتي البارحة
ل جلال كاظم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات