2015/07/29

صنفان من البشر ---بقلم الأديب وصفي المشهراوي

صنفان من البشر ) يبدو أنني سأطلب من أصحاب الخبرة ومن يهمه الأمر ومن يعتني بدراسة نفسيات البشر ومن يتأسف لبعض التصرفات والسفاسف التي لا تليق ببني الإنسان ! قد أضطر الى أن أطلب من كل أولئك المعنيين الى تفسير ظاهرة غاية في الأهمية وغاية في الدلالة وفهم الانسانية ! ولو اضطرني ذلك الى دفع كشفية لدكتور شرِه تعادل عرق 20 عاملاً في يوم واحد ! أو توازي مبيت ليلة في مستشفى خاص يضطر معها المريض الى أن يبيع أثاث بيته ! أو تساوي ثمن صورة طبقية أو مغناطيسية أو أي صورة يدفع ثمنها المريض أ...جرة عمل سنة كاملة ! قد أضطر الى انتاج جهاز يفسر لي ظاهرة الطمع والشَّرَه اذا دبّ دبيبهما في نفس انسان لا يألو جهدا في مصّ دماء أخيه أو امتصاص دماء بني جلدته ! أريد تصويرا كاملا لذاك القلب من جميع زواياه! وتفصيل جميع أركانه ! أريد معرفة الحقيقة ولو كانت مرّة ولو لمرة واحدة كيف يقسو ذلك القلب بكل جفاوة وضراوة السباع الناهشة للحمٍ نيّئ طري مريض غضّ قد أنهكه الداء والمرض ؟! أريد أن أرى حقيقة الأمر تتجلى أمام ناظري كي أستطيع تفسير تلك الظاهرة التي تبعث على التقيؤ والغثيان ! يدخل مريض ترتجف كل أعضائه ويقع من الضعف وقد هدّه المرض ! فيقول الطبيب في نفسه جاء الفرج واقترب السعد وامتلأت الجيوب ! وفي حالة ثانية يهاجر المساكين خوفاً على حياتهم من ظلم زعمائهم الى بلد مجاور ! فبدل أن يجد الأنصار يجد التجار فيطلبون منهم المحال أجرة لمنازلهم ! والويل لهم اذا تأخروا شهرا عن دفع قيمة الأجرة ! ومن نفس الصنف الذي على شاكلة أولئك وهؤلاء تلك الفئة المسلَّطة على شعبها ضربا وذبحا وقتلا ولا تفرق بين طفل أو امرأة أو رجل عجوز ! أريد أن أعرف أي قلب يحمل كل واحد منهم ؟! أما الصنف الثاني الذي أحتاج لفحصه أيضاً هم أولئك الأبرار القانعون بما قسم الله لهم فيرضون بالقليل أو يسامحون من لا يقدر على الايفاء بوعده ! والذين يمثلون الأنصار في إيواء المهاجرين في بيوتهم ويقاسمونهم لقمة عيشهم ! أريد تصويرا لقلوبهم لكنني أخشى أن تحترق الصورة لشدة الانارة فقلوبهم أضوأ من القمر وأنقى من الماء العليل وأصفى من عين الديك ! يا ترى أين القبر الذي ينتظر الجميع أليس لله مكانا في القلوب ! والكل من الصنفين يعلم أن الله غلام الغيوب ! البشرى لقلوب تتندى بعطفها ! والحسنى لقلوب تتهادى بلطفها ! أما السعير فأعيذكم بالله منه ولا أتمناه لبشر ! ولو كانت نفوس الأشقياء اليها تتنادى بكفرها !!! قلم الأديب وصـــــــــــــفي المــــــــتشهراوي ...
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات