2016/07/27

هذي الصوامع بقلم / حامد محضاي

هذه الصوامع
تؤذن كل يوم
تتداعي لها الخطوات
من كل حدب و صوب
تنادي إلى الصلاة
في مواقيتها
لا تناسي و لا نوم
تعلى صوت صداها
يأتيها من كل زاوية قوم
هنا تموج المساجد بالمصلين
خاشعين، داعين، مهتدين
كل له أمل في جنة
كل له إيمان و يقين
و أنت ترى المشهد مكتملا
بتراءي لك أن الجميع صادقين
عناوين صفاء و خلق عظيم
و انت ترى محيط المسجد
ترتبك و تراجع قناعاتك
تغتصب أنفك رائحة الفضلات
و تعترض عينيك النقائص و الهنات
ما بين البيوت تشم رائحة الفقر
و الحاجة و الوجع و الإنحرافات
في كل ركن تلمح وجوها بلا صفات
أضنى الزمن خطواتها و أقعدها
و صارت بلا معالم حياة
و هناك يعلو في المسجد
صوت شيخ ثري يدعو الناس
إلى الصبر و التسليم
و عدم الثورة على البلاء
يعود في سيارته الاوروبية
إلى منزله محملا بالخيرات
و يعودون أدراجهم بلا إنتظارات
كم من مسجد بالمليارات
يتوسط أحياء تقتات من الفتات
لا أعمدة نور و لا رصيف
و لا وجود لمختلف الحاجيات
برئ هو الدين من هؤلاء
لا تحسبوهم أكثر إيمانا منكم.
لا تغركم المظاهر
إنها سلع للتدجيل
تجار بلا إنسانية
يستغلون كل ما يتاح
من أجل الرزق و النعيم
*حامد محضاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات