2016/09/01

الضحيةوالجلادبقلم ابراهيم فاضل

الضحيةُ والجلاَّد
=========================
وجهاً لوجه
الضحيةُ والجلاَّد
الجُرحُ والسِكِّين
في غرفةِ انتظارٍ عتيقة
نخوضُ طريقَ الوحلِ عَبْرَ آثامِنا العنيدة
واأسفاه ، لم نبلغْ من الجُرأةِ ما يكفي
كلُّ الوحوشِ تُزمجِرُ
داخل نفوسِنا العنيدة
فوق الغيومِ والبحارِ والشموسِ الأثيمة
ربما أنهكتهم ضربةٌ عمياء
كشفتنا الحياةُ كأنَّا ألف جيلٍ
ما روانا دفقُ الجِراح
كلُ صعبٍ إذا أردنا يهون
يدخلُ الموتى ويخرجون
ينتزعون أرواحهم من العروق
حينما بلغتْ الحلقوم
وكان النهارُ حجراً ثقيلاً
ينامُ ويستفيق
يُسافرُ الترابُ في خُطاه
نحلمُ ثمَّ نسقطُ في الظلام
وندورُ حول أنفسِنا
يا دماً يتخثرُ ويجري كأنهارِ الكلام
ينسجُ الفجيعةَ في الظلام
نحملُ تاريخنا القتيل
في أرضِ الحُلمِ الخفية
ورأينا الجوعَ يرفعُ ألف تحية
للبائسين الطالعين من الأزقةِ والزوايا
فبأي مدارٍ أطوف
وبأيٍ موجٍ أستعين
وارتجفنا
وانكسرنا
ودخلنا في حائطٍ وغبنا
نفتحُ كلَّ يابٍ
ونشقُّ كلَّ رمسٍ
عالقين بالرجاءِ أو باليأس
لا حلمٌ ولا شعاع
أو نجمةٌ تسهرُ عند الجسر
تقرأُ ما نقول
تسبحُ في مداراتِ الفصول
تبدأُ الأرضُ خطاها
لتؤرخَ فينا تاريخَ كلِّ الضحايا
سقطتْ جثةُ المكان
وينابيعهُ الخفية
غضباً ينسجُ الخيوط
بين صوتي وأمواجِ الشطوط
من أجرانِ الدمعِ أتينا
ونزلنا في مقبرة
والطيورُ بلا هوية
جئنا في قافلةِ الرعبِ وراياتِ الجنون
مهلاً فالليلُ له بقية
يحملُ تاريخَ الغصون
لم يعد حولي مكانٌ غير ظلي
والحلمُ على أجنحةِ اليمامِ
ويجيءُ الصباحُ من تخومٍ خفية
يزرعُ جذرَ الرياح
والطوفانُ يأتي ونصرخ
والناسُ تمشي كالمرايا
تكدسوا ، فرقوا وجه الذبيحة
هكذا تبدأُ الحكاية
أو تنتهي الحكاية
=========================
بقلمي / #إبراهيم_فاضل
=========================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات