2016/09/25

طيورٌ بلا أجنحة ،،، بقلم الأديب / إبراهيم فاضل


تحملُ الشمسُ أشعتها على أجنحةِ الغمام
وتسكنُ البذورُ التراب
في غابةِ الألوان
وَتَنهُدِ الأغصان
والصيفُ يأتي في سحاب
يغسلُ حزنهُ ويلفُ الضباب
في الدروبِ المستحيلةِ حيثُ التقينا
لم نجد غيرَ هواءٍ حزين
فوق أشواكِ الصدورِ مشينا
علَّ رعداً يُزلزلُ غيماً فيجيب
في فضاءٍ رهيب
يتنفسُ فيهِ الحمام
من نبعِ الظلام
نسمعُ عويلَ صغارٍ تجوع
وتراءى لعيني موتى كثيرون
في طريقٍ طويل
وبحارٍ مظلمة
حين ضاقتْ بهم سُبلُ الحياة
والنهارُ ليلُ
والحياةُ موتٌ
والغناءُ بكاء
والدواءُ داء
ضوءٌ سحيق
وصوتٌ عميق
ويطولُ الليل
يوقظنا من سباتٍ طويل
كي نأكلَ الشوكَ من نبعِ النخيل
كانَ آخِرُ ضوءٍ قد مات
وأتى أدعياءُ الخلاص
ليحصدوا جمعاً من الأموات
منْ يمنحنا النورَ، والظلامُ يتقاسمُ المساحات ؟
لم يبق لنا سوى غُصنٍ هَرِم
وشفاه هشة تودعُ الراحلين
لم يبق انتظار لأيامِ الفرح
أو شفقِ النهار
وقفَ الجُناةُ مع المودعين
يتسامرون تحت الثرياتِ المُضيئة
وقلوبهم قد رَمدَّتْ مصابيحَ الضمير
بالذنوبِ والآثام
خذوا جسدي وكُلوهُ
وهذا دمي فاشربوه
صارَ الغيمُ أنهاراً
ومدائنُ الضياءُ تبكي
فترى بكاءَ عيني وصمتي
افتح لي الأبواب
يا حارسَ الأبواب
لأرى الغصونَ مُشرقة
والنهارُ مَلِكاً مُتوجاً على سحابة
ومدى على المدى يحوم
هُنا قد رسمتْ غربتها النجوم
أُحصي وحدي خطواتِ الليلِ
وأقتاتُ الظلام
عيني لا تنام
نبني ركاماً فوق الركام
أعطني نعمةً أنْ أبكي
أنهارُ الدماءِ تسيل
وخيوطُ العنكبوت خيوطٌ وخطوط
والمدى أضحى خراباً
الأرضُ التي كانت ملاذاً
صارت اليوم تراب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات