2017/01/18

صبر== للشاعر / مصطفى محمد كردي

صبر
نِعمَ المعينُ على الآلامِ ما أجِدُ
صبرُ الرّفيقةِ والأحبابُ والأحدُ
بحرٌ تعاظمَ لا يُدرى له سفنٌ
في الناجياتِ فكلٌّ نالَهُ الوَجَدُ
في كلِّ زافرةٍ همٌّ إذا سَمَحت
للصدرِ باحَ بِعَدٍّ ملَّهُ العددُ
ضاقت بما رحُبَت أنحاءُ واسعةٍ
فالقائمون على أوطانِنا رقدوا
ناموا بحلمٍ جميلٍ من مزاعمِهم
أنّ المنامَ إذا داموا به اتحدوا
والحقُّ أنّ أنينَ الخلقِ يلحقُهم
حقًّا يدومُ سرورُ الوهمِ إن فسدوا
الطفلُ يعلمُهم قد شابَ كاهِلُهُ
ممّا طرا بقُرونٍ هدَّها الجَلَدُ
والشيخُ يحفَظُهم في دمعِ شاهدةٍ
من هَولِ هَولٍ على نسيانِهم شهدوا
ما عدتُّ ألمَحُها أيامَ فرحتِنا
إذ كيف أذكرُها والفكرُ يرتعدُ
أشلاءُ ذكرى بدت في قعرِ داجيةٍ
مهما دنوتَ إليها رَدَّكَ النَّكَدُ
ماتت ضمائرُنا فاللهُ يرحمُنا
عاشَت جرائمُنا يحدو بها الزَّبَدُ
ما كنتُ من سَلَفٍ أشكو كمن فَقدَت
أنفاسَ ثاكلةٍ قد قدَّها الولدُ
لكنّ نازِلتي من حِملِ وَطأتِها
أهدت إليَّ فؤادًا ضَلَّهُ الرَّشَدُ
النّاسُ يعصرُها في مهجتي ألمٌ
إن كادَ في كَفِّهِ أن يُعصرَ الكبدُ
فاللهُ حسبي ومن أرجوه في زمنٍ
يكادُ في عُرفِهِ أن يُرفَعَ المَدَدُ
مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات