2018/12/25

" قلبي المَسيحُ " قَلْبِي الْمَسيحُ لِمَريَمَ العَذْراءِ شعر مهنّد ع صقّور





" قلبي المَسيحُ "
قَلْبِي الْمَسيحُ لِمَريَمَ العَذْراءِ
شعر مهنّد ع صقّور

عندما يكونُ الحدثُ استثنائياً .., والموضوعُ سامياً ورفيعاً .., مِنَ الطبيعيّ أنْ يستجيبَ لهُ الشّاعرُ أو الأديبُ .., ويسري بينَ فضاءاتهِ وعوالِمهِ ..., ويستظلّ بأفياءِ دوحتهِ .., ويرتشفَ عذبَ غدرانهِ وإلّا فهناكَ مُشكلةٌ وأيّة مُشكلة لدى الشّاعر أو الكاتب .., فكيفَ وإن كانَ الحدثُ مريميّاً ..,؟ والموضوعُ عيسويّاً .؟ أوليسَ مِنَ الذّوقِ والنّبلِ استئذانَ الأبجدياتِ والأخيلةِ والصّور قبل الدخولِ إلى هيكلِ الخلقِ والطّهارةِ والقداسة ..؟ أوليسَ حريّاً بأيّ شاعرٍ أو كاتبٍ أنْ يتصالحَ مع نفسهِ .., ويُرتّبَ أحرفهُ وصورهُ .؟ ويتأبّطَ نبضَ قلبٍ .., وهسيسَ روحٍ .., ونفحةَ جمالٍ وسحرٍ ...؟ ومن ثمّ يلجُ إلى عالمٍ آخرٍ نبيّتهُ العذراء مريم .؟ ورسولهُ المسيحُ المُخلّص .؟؟ أوليسَ لِزاماً علينا أنْ نبتكِرَ لغةً من نوعٍ آخرٍ تكونُ على مستوى الوقوفِ أمامَ العذراءِ المُقدّسّة .؟ وأنْ نتلمّسَ جذوةَ نورٍ مُفردةٍ نُهامسُ بها "روح اللهِ" في يومِ مولِدهِ ..؟ حتى ونحنُ في هذا العالمِ البارِد المظلمِ المُتشظي أحقاداً وأضغاناً .., الرّاعفِ قتلاً وإبادةً وإرهاباً علينا أن نبتكرَ أمناً وأماناً وسلاماً ومحبّةً ولو بالشّعرِ علّنا نُخفّفُ هجيرَ هذا العَالمِ ونلجمَ توحّشهُ ونكبحُ جماحهُ .., لِزاماً علينا تفجير أنواتنا المتورّمةِ / المتضخّمةِ بأنجعِ الطرقِ وأسهلها وأرقاها ألا وهي الاعترافُ بالآخر .., واحترامهُ والأخذ والعطاء منهُ .., بهذا فقط سيسّاقطُ الرّطبُ عذباً جنيّاً .., وستستمرُ " عذراؤنا " بهزّ جذوعِ النّخل ...
مُهداةٌ إلى بني الإنسانيّة جميعاً .., بمناسبةِ عيد ميلاد السّيّد المسيح عليهِ وأمّهِ العذراء مريم أفضل الصّلاةِ والسّلام .., وكلّ عامٍ وبني آدمٍ بألفِ ألفِ خير
" قلبي المَسيحُ"

قلبي " المَسيحُ " وروحيَ " العذراءُ "

ومخاضُ عمري " النّخلةُ " الشّمّاءُ
  
و" صليبُ" أحلامي و" مذبحُ " فجرها

ومواسمي : الإيماءُ والإيحاءُ
  
" إنجيلُ " باصِرتي مساجدُ عِزّةٍ

و كئائسٌ " قُرآنُها " : الزّهراءُ
  
وعلى المدى طيفُ " الحُسينِ " وخلفهُ

يشدو : الحواريّونَ والشّعراءُ
  
هي قصّةُ الميلادِ راح يخطّها

ربّ العِبادِ ولاتَ ثَمّ مراءُ
  
إرهاصُ عقلٍ واصطفاءُ أُلوهَةٍ

هيهات يُدركُ سرّها الحُكماءُ
  
سِفرُ البدايةِ فطرةُ اللهِ التي

مِنْ نورها تتناسل الأضواءُ
  
محّارةٌ في الغيبِ حكمةُ خالِقٍ

" كافُ " الوجودِ و" نونُهُ" اللألاءُ
  
لولا انبجاسُ الماءِ مِنْ أنفاسها

ما كانَ ثَمّةَ خلقةٌ أو ماءُ
  
لا هُدهُدٌ إلّا ويهتفُ " مريَمَاً "

وبدونِها لم تُكشفِ الأنباءُ
  
*

" عذراءُ " يا فِقهَ النّبوّةِ والرّؤى

لولاكِ لم يغشَ الوجودَ ضياءُ
  
وَلَمَا صَحا فجرٌ وعانقَ شمسهُ

ولما استطابَ البوحُ والإدلاءُ
  
وَلَمَا اشرأبّتْ أحرفٌ وتألّقت

ولما استهلّتْ " ضادنا " العصماءُ
  
وَلَمَا أطلّ اللهُ مِنْ عليائهِ

يُوحي فيسمعُ : " آدمٌ / حوّاءُ "
  
وَلَمَا استطالتْ بالكرامةِ أنفسٌ

ولما استقامتْ أُمّةٌ عرجاءُ
  
وَلَمَا لَمَا كُنّا وكانتْ أُمّةٌ

هُديتْ بها في الغابرِ الأرجاءُ
  
*

في المولدِ المَيمونِ أُسرِجُ خافقي

وتُضيءُ دربي الصّعبَ : " عاشوراءُ "
  
أسري وأسري والشّتاتُ يلفّني

والمُرعبُ المجهولُ والأرزاءُ
  
مُترقّبٌ أمشي وجرحي مُلهِمي

في فَدفدٍ تعتامهُ الظّلماءُ
  
لا شيء إلّا الشّوقُ يُؤنسُ رحلتي

والصّاحِبانِ : الصّبرُ والصّحراءُ
  
وعلى ضفافِ العُمرِ لا حت نخلةٌ

شمّاء باذخةُ الجنى خضراءُ
  
يَمّمتُ شطرَ عذوقها مُتأمّلاً

غاراً سيخرجُ مِنْ " حراهُ " بَهاءُ
  
*

في بيتِ لحمٍ قصّةٌ أزليةٌ

ضاقتْ بشرحِ فصولها البلغاءُ
  


نسجَ الإلهُ خيوطها مِنْ نورهِ

والنورُ لا تقوى لهُ الظّلماءُ
  
حيثُ " البتولُ" الطّهر ألقتْ حملَها

فتألّقَ : التّكوينُ والإنشاءُ
  
قامَ " المَسيحُ " فقامتِ الدّنيا وما

خلقَ الإلهُ وشعتّ الأرجاءُ
  
واسّاقطتْ تيجانُ مَنْ قهروا الورى

وازّلزلتْ وقصورُها الأمراءُ
  
والظّلمُ نكّسَ هامهُ مُثّاقِلاً

والقهرُ ولّى وولّتِ البغضاءُ
  
و" القدسُ " أسرجتِ الشّموعَ وزغردتْ

في كلّ ناحٍ : حُرّةٌ خنساءُ
  
اليومَ يوم الله جلّ جلالهُ

فيهِ التقى : المِعراجُ والإسراءُ
  
*

هي ذي حكايةُ " مَريمٍ " ومسيرةٌ

للحَقّ أشرقَ نورُها الوضّاءُ
  
ما الصّلبُ إلّا رمزُ مَنْ فُتِنوا بهِ

وتقمّصتهم فِتنةٌ شوهَاءُ
  
الصّلبُ غُربةُ أنفسٍ في غيّها

شيطانُها : الإغراءُ والإغواءُ
  
الصّلبُ رمزٌ ليسَ يُدرِكُ سرّهُ

إلّا الأباةُ الخُلّصُ الشّهداءُ
  
وحقيقةُ الثّالوثِ لو عرفَ الورى

ما كانَ ثَمّةَ : غيبةٌ وفناءُ
  
قالتْ لي " العَذراءُ " ذاتَ رِسالةٍ :

" طهَ المَسيحُ " وتسقطُ الأسماءُ
  
فأجبتها والقلبُ ينبضُ والِهاً

وعليهِ مِنْ نُورِ الإلهِ رداءُ
  
أولم أقلْ مُنذُ البدايةِ واثقاً :

قلبي " المسيحُ " وروحيَ " العذراءُ ".؟
  



شِعر ..
د . مُهنّد ع صقّور
جبلة .. السّخابة
25/12/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات